السبت، يناير 03، 2015

أتدري لا أبا لك ما الرسولُ؟

تَعَلَّمْ كيف تَفقَهُ ما يقولُ
أتدري لا أبا لك ما الرسولُ؟
مضى ما في صباك وعيتَ نسْياً
و انت بجُل ما يُروى جهولُ
و فكرك في الذي يفنى سيبلى
و صبرك عن تبصرِه يطولُ
فلستَ مُحدثا بلسانِ ثَبْتٍ

و لا يُرضيكَ ما يَرضَى الكسولُ
فصرتَ، و أنت تطمحُ للمعالي،
مُذبذبةً، تَميدُ بك السبيلُ 

ألا يا من به تُدعى لحشرٍ
و زحزحةٍ، أتدري ما الرسولُ..؟
ألم تكُ في الغياهب في ضلالٍ
تكاد إلى الجحيم غداً تؤولُ..
و تُفتنُ من زبانية شدادٍ=
ففزتَ به، و أنقذك الجليلُ
و بشِّرتَ النعيمَ على نبيٍّ=
"عَسى" من ربّه وعدٌ كفيلُ 

تَنبَّه إن خطبتَ لدى جليسٍ
و قلتَ مُحدِّثا: "قال الرسولُ.."
كذلك كلما سمّاه حبرٌ
برشح الكرب جبهته تسيلُ
و أكبِرْ شخصَهُ كرَماً و حسناً
كما اكبرْنَ يوسفَ -لا تميلُ-
الا يكفيك يوم أتى ثقيفاً
بلاءً ليسَ تحملهُ الفحولُ
اتى ملَكُ الجبال يريد ثأراً
فأَنظَرَ، حبّذا الصبرُ الجميلُ!
لِتَخرُجَ من ظُهورِهِمُ سَليلاً
تُوَحّدُ مَن بساحتِهِ المُثولُ
.. و كَرَّتَهُ لدى اُحُدٍ ينادي
الا يا مُسلِمون أنا القتيلُ!
غداةَ يَفُضُّ جَمعَهمُ كَذوبٌ
يُناديهم: "نبيكمُ قتيلُ..!"
فهَمَّ بِهِ أُبَيُّ الشّرّ يَعدو

و يدعو بالثبور فلا يُطيلُ..!
و بادرَهُ العِدا ليُمَزّقوهُ
فأمسى جمعُهم و هم الأُفولُ
بنفسي راحةٌ مسحَت دماءً
تخَضَّبَ تحتها الخَدُّ النبيلُ
كأنَّ بَوارِقَ الحلَقاتِ تبكي
بدمعِ دمائه - و لها فُلولُ-
على ما حُمِّلَت كَرهاً أذاهُ
فلَيْتَ ثَنِيَّتي -هَتَماً- تَزولُ..!
و يومَ حُنينَ أبلَجَ في ظَلامٍ
=يُنادي في العدوّ : أنا الرسولُُ!
يُعَرّضُ شَخصَهُ للموت حِرصاً
على إحياءِ قلبِكَ - يا غَفولُ -..!
بلى، يكفيك من أدبٍ و حُسنٍ
روايةُ عائشٍ فيهِ تقولُ:
شمائلُهُ كتابُ الله ، يمشي
على مَدَرٍ، و ليس له مثيلُ!
كحَبّاتِ الجُمانِ يَفيضُ رَشحاً
من الرُّحَضا إذا بدأ النزولُ
فعُدَّ الوحيَ آياتٍ و ذِكراً
بها كم غَطَّهُ القولُ الثَّقيلُ..!
إذا بالوحي حدّثَ بانَ نورٌ
بِفيهِ كأنه الورِقُ الصقيلُ
و تَنعَتُه الرُّبَيِّعُ مثلَ شمسٍ
إذا طلعَت، كذا يبدو الرسولُ..!
و عن أنسٍ: أغاظَ المسكَ رَيَّا
و لينُ الخَزِّ من يدهِ يَكيلُ
عليهِ أودَعَ الرحمنُ خَتْماً
يَلوحُ: على رسالتِهِ دليلُ
كأهل الخُلدِ سيماءً و رَشحاً
و كانَ لِرَبِّهِ نِعمَ الخَليلُ..!
رَعاهُ الصَّحبُ و الأتباعُ قَدراً
فَما بالُ الإخاءِ لهُ عُذولُ..؟!
تَخَطَّوا في المقالة كلَّ سدٍّ
و دُقَّت لافترائهِمُ الطُّبولُ
و ليس لهمْ بذلك من مَرامٍ
سوى قِطَعٍ لها لونٌ صقيلُ..!
غَوى قومٌ نبيهمُ أضاعوا
على عَرَضٍ إذا يُربَى يَزولُ
على أنصار دينِهِمُ شِدادٌ
تُجَرَّحُ من طِعانِهِمُ العُدولُ
و إن لم ترقُبِ الأعداءُ إلاًّ
فللأعداءِ هُم بَغلٌ ذَلولُ..! 

و يَومَ أطَلَّ مُبتَسِماً - كَزَهرٍ-
إذا يَفْتَرُّ مَبْسَمُهُ العَليلُ
يُحَيّي المسلمين و همْ وُقوفٌ
كَنَخْلاتٍ يُوَدِّعُها الأصيلُ..
فعَن كَثَبٍ يُوَدِّعُهُم خَليلٌ
و من قِبَلٍ تَكَنَّفَهُم خَليلُ..!
فَحارَ الطَّرفُ أيَّهُما يُلَبّي
و كادَ القَلبُ يُفتَنُ أو يَميلُ
و أرخى السِّتْرَ دونكَ - وَيحَ طرفٍ
أمام السِّترِ أدماهُ العَويلُ (...)
يُغَرغِرُ "بالصلاةِ" إليكَ عهداً
و حشرجَةُ المَنونِ به عَجولُ..
فَلا إن كنتَ تَطلُبُهُ حَثيثاً
فَدُونَكَ عَهدَهُ، فَبِهِ الوُصولُ..

يا نفس قد ازف الرحيل

10897073_395381640629018_7263579168255835127_n

فى مدح الرسول(صلى الله عليه وسلم)

on-the-prophet

في كلّ فاتحة للقول معتبرة      /   حق الثناء على المبعوث بالبقرَه

في آل عمران قِدماً شاع مبعثه  /   رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه

قد مدّ للناس من نعماه مائدة     /   عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه

أعراف نعماه ما حل الرجاء بها /   إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه

به توسل إذ نادى بتوبته         /    في البحر يونس و الظلماء معتكرَه

هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا   /   ولن يروّع صوت الرعد من ذكَرَه

مضمون دعوة إبراهيم كان وفي /    بيت الإله وفي الحجرالتمس أثرَهْ

ذو أمّة كدَوِيّ النحل ذكرهم       /   في كل قطر فسبحان الذي فطرَهْ

بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه  /  بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهِرَهْ

طه وحضّ الأنبياء على     /  حجّ المكان الذي من أجله عمرَهْ

قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا  /   من نور فرقان هلمّا جلا غرَرَهْ

أكابرالشعراء اللّسْنِ قد عجزوا    /    كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَهْ

وحسبه قصص للعنكبوت أتى          

في الروم قد شاع قدما أمره وبه  /    لقمان وفى للدرّ الذي نثرَهْ

كم سجدةً في طُلى الأحزاب قد سجدت  /  سيوفه فأراهم ربّه عِبرَهْ

سباهم فاطرالشبع العلا كرما        /   لمّا بياسين بين الرسل قد شهرَهْ

في الحرب قد صفت الأملاك تنصره  /  فصاد جمع الأعادي هازما زُمَرََهْ

لغافرالذنب في تفصيله سور        /     قد فصّلت لمعان غير منحصرَهْ

شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُها   /  مثل الدخان فيُغشي عين من نظرَهْ

عزّت شريعته البيضاء حين أتى   /    أحقافَ بدرٍ وجند الله قد حضرَهْ

محمد جاءنا بالفتحُ متّصِلا       /     وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ

بقاف والذاريات اللهُ أقسم في    /     أنّ الذي قاله حقٌّ كما ذكرهْ

في الطور أبصر موسى نجم سؤدده /  والأفق قد شقّ إجلالا له قمرهْ

أسرى فنال من الرحمن واقعة      /   في القرب ثبّت فيه ربه بصرهْ

أراهُ أشياء لا يقوى الحديدلها     /    وفي مجادلةالكفار قد نصرهْ

في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في / صفٍّ من الرسل كلٌّ تابعٌ أثرهْ

كفٌّ يسبّح لله الطعام بها         /      فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ

قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها    /   نالت طلاقا ولم يعرف لها نظرهْ

تحريمه الحبّ للدنيا ورغبته     /   عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ

في نونَ قد حقت الأمداح فيه بما  /   أثنى به الله إذ أبدى لنا سِيرَهْ

بجاهه' سأل' نوح في سفينته    /    حسن النجاة وموج البحر قد غمرَهْ

وقالت الجن جاء الحق فاتبِعوا   /   مزمّلا تابعا للحق لن يذرَهْ

مدثرا شافعا يوم القيامة هل    /    أتى نبيٌّ له هذا العلا ذخرَهْ

في المرسلات من الكتب انجلى نبأ  / عن بعثه سائر الأحبار قد سطرَهْ

ألطافه النازعات الضيم حسبك في   / يوم به عبس العاصي لمن ذعرَهْ

إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت /  سماؤه ودّعت ويلٌ به الفجرَهْ

وللسماء انشقاق و البروج خلت   / من طارق الشهب والأفلاك منتثرَهْ

فسبح اسم الذي في الخلق شفّعه /  وهل أتاك حديث الحوض إذ نهّرَهْ

كالفجرفي البلد المحروس عزته /والشمس من نوره الوضاح مختصرَهْ

والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ/   نشرح لك القول من أخباره العطرَهْ

ولو دعا التين والزيتون لابتدروا  /   إليه في الخير فاقرأ تستبن خبرَهْ

في ليلة القدركم قد حاز من شرف / في الفخر لم يكن الانسان قد قدرَهْ

كم زلزلت بالجياد العاديات له      /    أرض بقارعة التخويف منتشرَهْ

له تكاثر آيات قد اشتهرت          /    في كل عصر فويل للذي كفرَهْ

ألم ترالشمس تصديقا له حبست   /   على قريش وجاء الدّوح إذ أمرَهْ

أرأيت أن إله العرش كرمه      /      بكوثرمرسل في حوضه نهرَهْ

والكافرون إذا جاء الورى طردوا  /  عن حوضه فلقد تبّت يدالكفرَهْ

إخلاص أمداحه شغلي فكم فلِق    /    للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرَهْ

أزكى صلاتي على الهادي وعترته  /   وصحبه وخصوصا منهم عشره