______________________________
"ان العقل البشرى مزود بمقولات اولية تطبع المعرفة بطابعها "
ايمانويل كانط
_____________________________
جون ديوى فى بحثه عن يقينه يقول :
------------------------------------
" ان الحياة الانسانية فى جريان متصل وتغير مستمر وعلينا ان نتطابق مع هذا العالم المتغير نلتمس منه المعرفة واليقين واذا لم يكن اليقين ميسورا فى عالم متغير - فى منظوره هو - فما علينا الا ان نقنع بالرجحان و ان نجعل معيار الحكم فى النتائج والثمرات لا فى الاشياء المسبقة "
" ليست المعرفة مطابقة بين ذات عارفة وبين موضوع معروف هو الحق الثابت بل هى المنهج التجربيبى نفسه تجرى معه وتتطور كلما تطورفينشأ المعروف من الخطوات التجريبية والتى تعتمدعلى المشاهدة الحسية غير اليقينية والتى يجب التفريق بينها وبين الافكار التى نسوقها لتاويلها وهذه الافكار نفسها ليست ثابتة ولا نهائية بل عرضة للمراجعة وافتراض فروض جديدة ويجب وبصفة دائمة مطابقة هذه الفروض وبين المعطيات بغة تحسنها وتحقيها "
" ليس ثمة تمام عمل مالم يكن ثم مخاطرة بفشل ولا فشل حيث لا يوجد امل فى امكان التحقيق "
" ان عدم الامن يولد البحث عن اليقين "
" اذا غاب المنهج البصير فهناك التحيز وضغط الظروف المباشرة والمصلحة الشخصية ومصلحة الطبقة والعرف والمؤسسات التى نشات عرضا فى التاريخ الماضى وهذه كلها ليست غائية وهى تميل الى ان تتخذ مكان العقل البصير "
_________________________________________________
اجهد الفلاسفة انفسهم فى البحث عن المنهج سعيا الى اليقين فما افادو من وراء فلسفتهم شيئا ، منهم من ترك مذهبه حين تبين له فشله وعدم جدواه معترفا بضلال سعيه ، ومنهم من لم يحتمل فعمد الى الانتحارفقد كان سعيه "سعى بلا جدوى " وممن انتحر على سبيل المثال لا الحصر :-
- ايزوقراط (436 ـ 338ق.م) : اسلم نفسه للجوع حتى الموت .
- إيمبيدوكليس (من 490 ق.م إلى430 ق.م) : القى نفسه فى حفرة بركان إتنا .
- سقراط (469 ق.م - 399 ق.م) : ترك نفسه للاعدام بالرغم من انه كان قادرا على الهرب وايا كانت المبررات التى يبررها اتباعه لاذلك الا انه فى حكم المنتحر .
- لوكريتاس ( 99-55 ق م ) : مات بعدما جن اثر تناوله ما يعرف بجرعة الحب love potion .
- سينكا عام 65 : اجبر على الانتحار على يد نيرون بعد اتهامه بالتآمر
- اوتو: انتحر عام 1903 عن عمر يناهز 23 عاما .
- والتر بنديكس بنيامين عام 1940 : انتحر بالسم على الحدود الفرنسية الاسبانية .
- سايمون ويل 1943 : جوع نفسه حتى الموت .
- الان تورينج 1954 : انتحر بتناول تفاحة مسمومة .
- كورت جوديل 1974 : اجبر نفسه على الموت جوعا خوفا من التسمم .
- ايفالد ايلانكوف انتحر عام 1979 .
- ارثر كوستلر : انتحر هو وزوجته الثالثة عام 1983 .
- سارة كوفمان 1994
- جوى ديبورد 1994: اطلق على نفسه الرصاص فى كوخه تحت تاثير ادمان الكحول .
- ديفيد ستوف 1994 ايضا : انتحر بعد معاناة من المرض .
- جيل دولوز 1995 القى بنفسه من شرفة شقته بالطابق الرابع .
----------------------------------------------------------------------------
وقد رجع كثير من فلاسفة العرب عن مذاهبهم كأبو الحسن الاشعرى الذى تتلمذ على شيخ المعتزلة ابى على الجبائى فانشق عنه مؤسسا المذهب الاشعرى الذى ما لبث ان رجع عنه الى اهل السنة والجماعة , كذلك فعل ابو حامد الغزالى
-------------------------------------------------------------------------------------
“ليس هذا بزمانك، وليست هذه بدارك، ولا السوق سوقك. بئست الكتب وما وسقت، والأقلام وما نسقت، والمحابر وما سقت، والأسجاع إذا اتسقت، واللوم ولا هذي العلوم.”
― بديع الزمان الهمذاني
تعبوا وما أغنوا، ونصبوا وما أجدوا، وحاموا وما وردوا، وغنّوا وما أطربوا، ونسجوا فهلهلوا، ومشطوا ففلفوا ، ظنّ ما لا يكون ولا يمكن ولا يستطاع، ظنّوا أنهم يمكنهم أن يدسّوا الفلسفة - التي هي علم النّجوم والأفلاك والمجسطي والمقادير وآثار الطّبيعة، والموسيقي التي هي معرفة النّغم والإيقاعات والنّقرات والأوزان، والمنطق الّذي هو اعتبار الأقوال بالإضافات والكمّيّات والكيفيّات- في الشريعة، وأن يضمّوا الشريعة للفلسفة وقد توفّر على هذا قبل هؤلاء قوم كانوا أحدّ أنيابا، وأحضر أسبابا، وأعظم أقدارا، وأرفع أخطارا، وأوسع قوىّ، وأوثق عرا، فلم يتمّ لهم ما أرادوه، ولا بلغوا منه ما أمّلوه، وحصلوا على لوثات قبيحة، ولطخات فاضحة، وألقاب موحشة، وعواقب مخزية، وأوزار مثقلة..
ــ أبي سليمان المنطقيّ السجستانى
------------------------------------------------------------------------------------
هذا ما فعله الفلاسفة بانفسهم ظنا منهم انه يمكنهم الوصول بعقولهم المحدودة الى منهج صالح لنفع البشر وهو ما ادرك كانط باستحالته حينما وضع كتابه " نقد العقل الخالص"
ثم ياتى بع ذلك فى كتابه " نقد العقل العملى ليعلن الحاجة الى وجود الله ليقول "ان وجود الله فكرة يبعثها العقل المجرد".
يقول المؤرخ البريطاني “آرنولد توينبى”: “الدين إحدى الملكات الضرورية الطبيعية البشرية، وحسبنا القول بأن افتقار المرء للدين يدفعه إلى حالة من اليأس الروحي، تضطره إلى التماس العزاء الديني على موائد لا تملك منه شيئا”
ويقول الفيلسوف الإنجليزي توماس كارليل في كتابه (الأبطال)عن رسولنا عليه افضل الصلوات واتم التسليم : (الرجل العظيم الذي علمه الله العلم والحكمة)
ويقول :أي شئ أكبر دلالة على صدق من يدّعي لك أنه بنّاء ماهر من أن يبني بيديه داراً تقاوم العوادي أكثر من ألف ومائتي سنة، وهي تسع نحو مائتي مليون من الناس؟.
------------------------------------------------------------------------------
ليس لنا عقول الفلاسفة ولا ذكاؤهم بل ان بعضنا يفتقر الى ادنى حدود الذكاء ولككنا نعرف الله بقلوبنا فلا نحتاج من يدلل لنا على وجوده وعظمته ولدينا رسولنا اشرف خلق الله قاطبة منذ خلق الله الدنيا ومن عليها ولسنا فى حاجة لمن يدلل لنا على فضله ثم لدينا المنهج رتضاه الله لنا فارسل لنا خير كتبه - هو " حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم من عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم ،لا تشبع منه العلماء ولا تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ومن تركه واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيراً "- مع خير رسله ليسن لنا سنته سفينة للنجاة وبرا للامان فقال لنا صلوات الله وسلامه عليه : ( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) .
وتركنا على المحاجة البيضاء من غير تعب منا ولا نصب وارتضى لنا الاسلام دينا فلا حق علينا الا ان نتبعه ونحذوا حذوه لا نفارق قيد انملة ، نسئل الله العفو والعافية .
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾