قال ابن الرومى
وزهدني في الناس معرفتي بهم
وطول اختباري لصاحب بعد صاحب
فلم تر لي الايام خلا تسرني
مباديه الا ساءني في العواقب
ولا كنت ارجوه لدفع ملمة
من الدهر الا كان احدى النوائب
فقال عبد الرحمن الموصلى
ولمَّا زهدتُ الناسَ طراً بأسرهمْ ونزّهتُ سمعي عن مجالسِ ذكرهمْ
فَرحتُ قريرَ العينِ من سوءِ مكرِهمْ وزهَّدني في الناسِ معرفتي بهمْ
وطولُ اختِباري صاحباً بعدَ صاحبِ
وكم جالَ طرفي في الأنامِ لعلَّني أفوزُ بخلٍّ في الأنام لأنَّني
مشوقٌ إلى رؤيا صديقٍ يسلّيني فلم تُرِني الأيامُ خِلّاً يسرُّني
مباديه الا ساءني في العواقبيعاكسُني فيما أرومُ بفطنةٍ ويغضبُ لوماً إن مُنحتُ بمحنةٍ
ويسخرُ منّي إن وقعتُ بشدَّةٍ ولا صرتُ أرجوهُ لدفعِ ملمةٍ
من الدهرِ إلّا كان إحدى المصائبِ
وقال ربيعة ابن عامر ( مسكين الدارمى ):
إِذا ما خليلي خانَني وائتمنته فَذاكَ وداعيه وذاكَ وداعها
رددت عليه وده وتركتها مطلقة لا يُستَطاع رجاعها
وإِني امرؤ مني الحياء الَّذي تَرى أَعيش بأَخلاق قَليل خداعها
أَواخي رجالا لست أَطلع بعضهم على سرّ بعض غير أَني جماعها
يظلون شتى في البلاد وسرهم الى صخرة أَعيا الرجال انصداعها
لكل امرىء شعب من القلب فارغٌ وموضع نجوى لا يرام اطلاعها
وقال أبو الأسود الدؤلي:
أَلَمْ تَرَ مَا بَيْنِي وَبَيْنِ ابْنِ عَامِرٍ
مِنَ الْوُدِّ قَدْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
فَأَصْبَحَ بَاقِي الْوُدِّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ
كَأَنْ لَمْ يَكُنْ وَالدَّهْرُ فِيهِ عَجَائِبُ
فَمَا أَنَا بِالْبَاكِي عَلَيْهِ صَبَابَةً
وَلاَ بِالَّذِي مَلَّتْكَ مِنْهُ الْمَثَالِبُ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يُحْبِبْكَ إِلاَّ تَكَرُّهًا
بَدَا لَكَ مِنْ أَخْلاَقِهِ مَا يُغَالِبُ
فَدَعْهُ فَصُرْمُ الْمَوْتِ أَهْوَنُ حَادِثٍ
وَفِي الْأَرْضِ لِلْمَرْءِ الْكَرِيمِ مَذَاهِبُ
قال كعب بن مالك:
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْوُدَّ لَيْسَ بِنَافِعِي
لَدَيْهِ وَلاَ رَاثٍ لِحَالَةِ مُوجَعِ
زَجَرْتُ الْهَوَى إِنِّي امْرُؤٌ لاَ يَقُودُنِي
هَوَايَ وَلاَ رَأْيِي إِلَى غَيْرِ مَطْمَعِ
قال عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر:
أَصُدُّ صُدُودَ امْرِئٍ مُجْمِلٍ
إِذَا حَالَ ذُو الْوُدِّ عَنْ حَالِهِ
وَلَسْتُ بِمُسْتَعْتِبٍ صَاحِبًا
إِذَا جَعَلَ الصَّرْمَ مِنْ بَالِهِ
وَلَكِنَّنِي صَارِمٌ حَبْلَهُ
وَذَلِكَ فِعْلِي بِأَمْثَالِهِ
وَمَهْمَا أَدَلَّ بِحَقٍّ لَهُ
عَرَفْتُ لَهُ حَقَّ إِدْلاَلِهِ
وَإِنِّي عَلَى كُلِّ حَالٍ لَهُ
مِنَ ادْبَارِ وُدٍّ وَإِقْبَالِهِ
لَرَاعٍ لِأَحْسَنِ مَا بَيْنَنَا
بِحِفْظِ الْإِخَاءِ وَإِجْلاَلِهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق