164
- تقرير كامل عن خرافة الطفرات كآلية للتطور واعترافات العلماء - هل انتشر التطور بالأدلة أم بالغش المتواصل لعشرات السنين ؟
الصورة المرفقة لتفاصيل كروموسوم واحد وتركيبه وطيه الغاية في الإعجاز والنظام وبدون أن يتشابك أو يتعقد : هدية منا لكل إنسان يحترم عقله ويعرف استحالة ظهور كل ذلك بالعشوائية !!
1... ما هي الطفرة ؟
إن كل الصفات الجسدية للكائن الحي قد اكتشف العلماء أنها في كل خلية من خلايا جسده - وبالأخص في الكرومسومات التي تقبع داخل نواة كل خلية حية - وذلك عن طريق شفرة من أربعة قواعد نتروجينية هي الأدنين والثايمين والجوانين والسيتوسين والذين نرمز لهم للاختصار بأول حرف من كل اسم منهم (ATGC) هي التي تكون الحمض النووي الوراثي DNA
حيث كل بروتين في الجسم مسؤول عن تركيبه جين معين - وكل جين لتكوين البروتين يتكون من مجموعة كبيرة جدا من الأحماض الأمينية - وكل حمض أميني يمثله 3 قواعد نتروجينية لاستدعائه وتركيبه خارج النواة عن طريق RNA - والجينات قد تتكون من مئات أو آلاف القواعد النتروجينية حسب طول كل بروتين
فالطفرة : هي أنواع من الأخطاء المختلفة في الحجم والكيفية والتي تحدث أثناء نسخ الكروموسومات أثناء التضاعف في الخلايا التناسلية التي تحمل صفات الآباء للأبناء - ويكون سببها إما خلل كيميائي في الجسم أثر عليها (مثل الأدوية الضارة مثلا) أو مثل التعرض للعلاج الكيميائي أو الإشعاع أو الحرارة أو البرودة الشديدة إلخ إلخ إلخ - ولذلك فنحن جميعا نعرف الطفرة في صورة أمراض يولد بها الجنين للأسف أو تشوهات خلقية كما يسميها الناس أو إعاقة ونحوه والسؤال هنا هو :
هل بالله عليكم يزعم عاقل أن مثل هذه الطفرات العشوائية تكون سببا في تطور كائن لكائن آخر أو ظهور اعضاء جديدة مفيدة لم تكن عنده من قبل ؟!! نترك لكم الحكم بعد انتهاء قراءتكم لهذا المقال
-------------------------
2... هل النظام المُعجز لشفرة الصفات : يقبل الطفرة ؟
الحقيقة أنه من الجنون أن يتخيل إنسان أن شيئا متكامل الصنع والوظيفة ومغلق التكوين مثل التلفاز القديم الأبيض والأسود مثلا : إذا صدمناه أو خبطناه عشوائيا : فإنه سينتج لنا تلفازا بالألوان ومعه مشغل CD وتسجيل DVD ومستقبلات USB !!!
هذا بالضبط هو تلخيص خرافة التطوريين والملاحدة بخصوص أن الطفرات العشوائية : يمكن أن تنتج لنا يوما من الأيام ومع طول الوقت (إضافة) معلومات جديدة في الحمض النووي الوراثي للكائن : فتعطي الديناصورات أجنحة أو الأسماك أقدام أو القرود عقل ووعي إنساني smile رمز تعبيري
هذا إذا تنزلنا معهم جدلا أن الطفرات فيها طفرات نافعة أصلا أو تضيف إلى الكائن تكوينات جديدة - وهو كذب كما سنرى بعد لحظات حتى في البكتريا - أو تنزلنا معهم أنها تحدث بكثرة - وهو كذب آخر لأنها نادرة الحدوث وقليل منها الذي يفلت من نظام التصحيح التلقائي داخل الحمض النووي !! -
فهل رأيتم استخفافا بالعلم أو حتى بالعقول أكثر من ذلك ؟!
نحن إذا مثلنا جينات الكائن الحي بكتاب مثلا - فيمكن أن نمثل أحد الجينات الصغيرة بصفحة منه فيها 600 كلمة
فهل يمكن أن يتخيل عاقل أنه إذا تركنا قردا يعبث بلوحة الكتابة على هذا الكتاب فإنه سيُعدل ويُضيف كلاما عشوائيا ليخرج لنا في النهاية بصفحة فيها كلاما جديدا لم يكن موجودا من قبل ؟! بل ومتماشيا أيضا مع سياق الكتاب وموضوعه ما قبلها وما بعدها وليس شاذا عنه ؟!!
طبعا هذا كلام غارق في الخيال والتسطيح ولم تنجح العشوائية أبدا في إخراج جملة واحدة مفيدة والإبقاء عليها لا في برامج المحاكاة ولا حتى على يد قرود حقيقية عندما تركوها مع لوحة كتابة كما رأينا في منشور سابق رقم 53- عن مبرهنة القرد اللامتناهية وتجربة جامعة بليموث البريطانية 2003م :
https://www.facebook.com/The.Muslim.researchers/photos/a.390064377822089.1073741828.390058721155988/399962036832323
إذن : هذا كلامنا نحن وحكمنا العقلي الصريح لأننا لسنا بمجانين - فماذا يقول العلم الحقيقي والعلماء إذن بعيدا عن أكاذيب وخيالات التطوريين والملحدين ؟؟ هل يمكن للعشوائية أن تكتب لنا برنامج كمبيوتر له غاية وهدف وآلية عمل مع الكمبيوتر ؟!!!
-------------------------
3.. يقول العالم رانغانثان B. G. Ranganathan :
" إن الطفرات صغيرة وعشوائية وضارة !!.. وهي تتسم بندرة حدوثها ، وتتمثل أفضل الاحتمالات في كونها غير مؤثرة !.. وتلمح هذه السمات الأربع إلى أن الطفرات لا يمكن أن تؤدي إلى أي تقدم على صعيد التطور !! إن حدوث تغير عشوائي في كائن حي يتسم بقدر عال من التخصص ، إما أن يكون غير مؤثر أو ضاراً ، ذلك أن التغير العشوائي في ساعة اليد مثلا لا يمكن أن يُحسن أداء الساعة ، بل أغلب الظن أن هذا التغير سيضرّ بها أو لن يؤثر فيها على أحسن تقدير .. والزلزال لا يُحسن المدينة : بل يجلب لها الدمار" !!..
المصدر :
B. G. Ranganathan, Origins?, Pennsylvania: The Banner Of Truth Trust, 1988
ويُعلق عالم التطور وَرن ويفر Warren Weaver على التقرير الصادر عن لجنة التأثيرات الجينية للأشعة الذرية (والتي شُكلت لدراسة الطفرات التي يمكن أن تكون قد نتجت عن الأسلحة النووية المستخدمة في الحرب العالمية الثانية) قائلاً :
"سيتحير الكثيرون من حقيقة أن كل الجينات المعروفة تقريباً التي أصابتها طفرة هي عبارة عن جينات ضارة !! فالناس يظنون أن الطفرات تشكل جزءاً ضرورياً من عملية التطور ، فكيف يمكن أن ينتج تأثير جيد (أي التطور إلى شكل أعلى من أشكال الحياة) من طفرات كلها ضارة تقريبا ؟" !!..
المصدر :
Warren Weaver, "Genetic Effects of Atomic Radiation", Science, Vol 123, June 29, 1956, p. 1159
بل وقد عمد العلماء إلى دراسة مئات الطفرات عن طريق اللجوء إلى عشرات التجارب الحرارية والإشعاعية والكيميائية على حشرات ذبابة الفاكهة (لقصر دورة حياتها وأجيالها) : فلم يخرجوا بطفرة واحدة مفيدة أو أضافت إلى الحشرة عضوا لم يكن فيها من قبل أو وظيفة جديدة – لأن كل ذلك سيتطلب وجود شيفرات وراثية لكل صفة بكل دقة وإحكام كما نرى في خلق الله تعالى ! - يقول عالم الوراثة التطوري غوردون تايلور Gordon R. Taylor :
" من بين آلاف التجارب الرامية إلى إنتاج ذباب الفاكهة التي تم إجراؤها في جميع أنحاء العالم لأكثر من خمسين سنة : فلم يلاحظ أحدٌ أبداً ظهور نوع جديد متميز !!.. أو حتى إنزيم جديد " !!..
المصدر :
Gordon R. Taylor, The Great Evolution Mystery, New York: Harper & Row, 1983, p. 48
ويقول العالم مايكل بيتمان Michael Pitman :
" لقد قام مورغان وغولدشميدت ومولر وغيرهم من علماء الوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من الحرارة، والبرودة، والإضاءة، والظلام، والمعالجة بالمواد الكيماوية والإشعاع. فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات، ولكنها كانت كلها تقريباً تافهة أو مؤكدة الضرر !! فهل هذا هو التطور الذي صنعه الإنسان ؟ في الواقع لا ، لأنه لا يوجد غير عدد قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثة كان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير الذي أنتج فيها !! وفي الواقع ، إن هذه الطفرات إما أن يكون مصيرها الموت، أو العقم، أو العودة إلى طبيعتها الأصلية " !!..
المصدر :
Michael Pitman, Adam and Evolution, London: River Publishing, 1984, p. 70
كل ذلك : فضلا عن اعتراف المختصين كذلك بأن كل كائن حي له تركيب جزيئي متباين في أساسه ولا يدعم فكرة التطور والأسلاف المشتركة مُطلقا !! يقول الدكتور مايكل دانتون Michael Denton :
" إن كل نوع من الأحياء يُعَد - على المستوى الجزيئي- فريداً ووحيداً وغير مرتبط بوسطاء.. ومن ثَم فقد عجزت الجزيئات -شأنها شأن المتحجرات- عن تقديم الوسطاء الذين يبحث عنهم علماء الأحياء من دعاة التطور منذ زمن طويل.. فعلى المستوى الجزيئي : لا يوجد كائن هو جد مشترك أعلى، أو كائن بدائي أو راقٍ مقارنة بأقربائه !! ولا يكاد يوجد شك في أنه لو كان هذا الدليل الجزيئي متاحاً قبل قرن من اليوم , فربما لم تكن فكرة التطور العضوي لتجد أي قبول على الإطلاق" !!..
المصدر :
Michael Denton. Evolution: A Theory in Crisis. London: Burnett Books, 1985, pp. 290-91
حسنا - ماذا عن المثال الوحيد الذي يحلو للتطوريين اللجوء إليه دوما لإبراز فكرة أن هناك طفرات مفيدة وهو البكتريا ومقاومتها للمضادات الحيوية ؟؟
-----------------------
4... لقد وجد العلماء أن ذلك له سببين .. وأن كلا السببين لا يعد دليلا أبدا على التطور بالطفرات أو ظهور طفرات تضيف إلى المحتوى الجيني أية صفات جديدة كما يدعيه التطوريون ! والسببان هما :
1- طفرة تفقد فيها البكتريا بيانات تكوين الجزء الذي كان سيدخل من خلاله المضاد الحيوي ليقضي عليها
2- نقل جينات المقاومة الموجودة فعليا في بعض الجراثيم إلى البكتيريا
فبالنسبة للسبب الأول :
فلو نظرنا إلى حالة طفرة البكتريا لمقاومة مضاد الستربتومايسين Streptomycin : فالمختصون يعرفون أن ربط تلك الطفرة بالتطور – أي أن الطفرة أضافت معلومات جديدة - هو مجرد تزوير للحقائق !! وذلك لأن تلك الطفرة التي وقعت في البكتريا : كانت خللاً في جين تكوين جسم الريبوسوم بها – وهو الجسم الذي عن طريقه سيؤثر المضاد الحيوي في البكتريا ليقضي عليها - ! إذن : الخطأ الذي وقع هنا كخلل في الحمض النووي : لم يضف في الحقيقة أي شيئ جديد إلى الجينات كما يصوره التطوريون للعوام ولغير المختصين !! وإنما كان عبارة عن خطأ في نسخ قاعدة نيتروجينية واحدة فقط : هو الذي أدى إلى تغيير في جسم الريبوسوم الذي كان من المفترض أن يتعلق به المضاد الحيوي !!
يشرح ذلك عالم الفيزياء الحيوية سبتنر Lee Spetner فيقول :
" يستطيع الكائن المجهري أحيانا أن يكتسب مقاومة ضد المضاد الحيوي من خلال الاستبدال العشوائي لنكليوتيد nucleotide وحيد... فالستربتومايسين Streptomycin مثلا الذي اكتشفه سِلمان واكسمان Selman Waksman وألبرت شاتز Albert Schatz وتم الإعلان عنه لأول مرة في سنة 1944م : هو مضاد حيوي تستطيع البكتيريا أن تقاومه بتلك الطريقة . ولكن على الرغم من أن الطفرة التي تخضع لها البكتيريا أثناء العملية تفيد الكائن المجهري في وجود الستربتومايسين ، فإنها لا تصلح لأن تكون نموذجا أوليا لنوع الطفرات التي تحتاجها النظرية الداروينية الجديدة !! ذلك أن نوع الطفرة التي تمنح مقاومة ضد الستربتومايسين يتضح في الريبوسوم ويقوم بحل تكافئه الجزيئي مع جزيء المضاد الحيوي " !!..
المصدر :
Dr. Lee Spetner, “Lee Spetner/Edward Max Dialogue: Continuing an exchange with Dr. Edward E. Max,”
ولذلك : ولأن مثل هذه الطفرات تقع ولا دخل لها بوجود المضاد الحيوي من عدمه - أي لم تتطور بسببه كما يوهمون الناس - فقد وجد العلماء نفس هذه الطفرات في بكتريا قديمة قبل أن تظهر تلك المضادات الحيوية أصلًا وقبل ظهور الحاجة لمقاومتها كما يدعي التطوريون !!
ففي عدد مارس 1998م من مجلة Scientific American تعترف المجلة – رغم أنها من المنشورات الشهيرة الداعية للتطور – بالتالي :
" كثير من البكتيريا كانت لديها معلومات وراثية للمقاومة قبل استخدام المضادات الحيوية التجارية !! ولا يعرف العلماء سبب وجود هذه المعلومات الوراثية !! كما لا يعرفون لماذا تم الحفاظ عليها وإبقاؤها " !!
المصدر :
Stuart B. Levy, "The Challange of Antibiotic Resistance", Scientific American, March 1998, p. 35
وكذلك نقرأ بوضوح في مجلة Medical Tribune في عدد 29 ديسمبر 1988م - وهي من المطبوعات العلمية المرموقة عالميا – هذا الخبر المثير :
" ففي دراسة أُجريت عام 1986م : تم العثور على جثث بعض البحّارة الذين أصابهم المرض وماتوا أثناء رحلة قطبية استكشافية عام 1845م : محفوظة في حالة تجمد ، كما عُثر في أجسامهم على نوع من البكتيريا كان منتشراً في القرن التاسع عشر .. وعندما أُجريت على هذه البكتيريا فحوص معملية : وُجِد أنها تحمل خواص مقاومة ضد كثير من المضادات الحيوية التي لم يتم إنتاجها إلا في القرن العشرين" !!..
المصدر :
Medical Tribune, December 29, 1988, pp. 1, 23
ويعترف بذلك أيضا عالِم الأحياء فرانسيسكو أيالا Francisco J. Ayala - وهو أحد دعاة التطور أنفسهم – فيقول :
" يبدو أن التنوعات الوراثية المطلوبة لاكتساب المناعة ضد أكثر أنواع المبيدات الحشرية : كانت موجودة لدى جميع الحشرات التي تعرضت للمركّبات الكيميائية التي صنعها الإنسان ضد الحشرات" !!..
المصدر :
Francisco J. Ayala, "The Mechanisms of Evolution", Scientific American, Vol 239, September 1978, p. 64
وأما بالنسبة للسبب الثاني لظهور طفرات مقاومة في البكتريا فنعود إلى عالم الفيزياء الحيوية سبتنر حيث يشرح ذلك في مقالة علمية نشرت عام 2001م :
" لقد وُهبت بعض الكائنات المجهرية جينات تقاوم هذه المضادات الحيوية !! ويمكن أن تتجسد هذه المقاومة في حل جزيء المضاد الحيوي أو طرده من الخلية ... وبإمكان الكائنات المالكة لهذه الجينات أن تنقلها إلى بكتيريا أخرى وتجعلها مقاوِمة أيضا . وعلى الرغم من أن آليات المقاومة تتخصص في مقاومة مضاد حيوي بعينه ، فإن معظم البكتيريا المسببة للأمراض قد نجحت في تجميع مجموعات متعددة من الجينات مما أكسبها مقاومة ضد تشكيلة متنوعة من المضادات الحيوية" !!..
المصدر :
Dr. Lee Spetner, “Lee Spetner/Edward Max Dialogue: Continuing an exchange with Dr. Edward E. Max,” 2001,www.trueorigin.org/spetner2.asp
ثم ينفي العالم سبتنر من جديد أن يكون هذا السبب هو الآخر دليلا على التطور فيقول:
" إن اكتساب مقاومة ضد المضادات الحيوية على هذا النحو... ليس من النوع الذي يصلح لأن يكون نموذجا أوليا للطفرات المطلوبة لتفسير نظرية التطور !! ذلك أن التغييرات الوراثية التي يمكن أن توضح النظرية ينبغي ألا تضيف معلومات إلى جينوم البكتير فحسب ، بل ينبغي أن تضيف معلومات جديدة للوجود الحيوي ككل biocosm. كما أن النقل الأفقي للجينات : ينتشر فقط حول الجينات الموجودة فعليا في بعض الأنواع" !!..
المصدر :
Dr. Lee Spetner, “Lee Spetner/Edward Max Dialogue: Continuing an exchange with Dr. Edward E. Max,” 2001,www.trueorigin.org/spetner2.asp
إذن، لا يمكننا أن نتحدث عن أي تطور هنا نتيجة لعدم إنتاج معلومات وراثية جديدة؛ فالمعلومات الوراثية الموجودة فعلا تتناقلها البكتيريا فيما بينها فحسب !!.. ولكن هنا سؤال هام :
هل تقع الطفرات في الكائنات الحية في مناطق مؤثرة دوما في الجينات ؟
-----------------------------
5... لقد اكتشف العلماء صعوبة غريبة أخرى تقف في وجه خرافة الاعتماد على الطفرات في الإضافة إلى الجينات ألا وهي : أن الطفرات تحدث بسهولة أكثر في الأجزاء غير الحاملة للجينات الوراثية من الحمض النووي !!!
وتتلخص هذه المعضلة في وجود معظم جينات الحمض النووي في مناطق على سلاسل الـ DNA تسمى جزر isochores - وهذه الجزر تتكون أساسا من العلاقة G-C من قواعد الحمض النووي الأربعة (ATGC) وهي الروابط الأكثر تماسكا في الحمض النووي (3 روابط هيدروجينية في مقابل رابطتين فقط بين A-T) ولذلك فهذه الروابط القوية G-C في مناطق تكويد الجينات هي التي يستخدمها العلماء لقياس درجة تحمل الحمض النووي للتفكك الحراري !! ومن هنا فإن نسبة GC ratio of genomes تقف عائقا أمام فكرة كثرة وجود أو وقوع طفرات في مناطق الجينات على الحمض الوراثي !!!
---------------------------------
6... وهنا معضلة أخرى يتهرب من ذكرها التطوريون أو الملاحدة وهي : وجود نظام إلهي لتصحيح أخطاء نسخ الحمض النووي من نفسه لنفسه : بعكس المفترض من الانتخاب الطبيعي أن يقضي على مثل هذا النظام الذي يقلل من فرص ظهور الطفرات رأس مال التطور بزعمهم !!!
حيث لو كان الانتخاب الطبيعي في التطور يعمل بالفعل كما يقولون على إبقاء كل ما هو في مصلحة الكائن وتطوره واستبعاد كل ما فيه ضرر الكائن أو غير مفيد : لكان من المفترض أن يستبعد نظام تصحيح الأخطاء التي تقع في سلاسل الحمض النووي وتراتيب بعض القواعد النيتروجينة وهو ما يعرف بـ DNA repair !!.. وذلك لأن الطفرات هي في الأصل عبارة عن أخطاء تقع أثناء نسخ أو تضاعف سلاسل الحمض النووي وقواعده !! فكيف لا يحارب الانتخاب الطبيعي ذلك النظام التصحيحي الذي يعمل على تقليصها إلى أكبر قدر ممكن ؟!!
طبعا هذا بجانب أن التطوريين والملاحدة يستحيل أن يفسروا لأي عاقل أصلا : كيف ظهر نظام تصحيح أخطاء أصلا عن طريق الطفرة والعشوائية !!! هذا قمة الاستخفاف بالعقول كما قلنا لأن ذلك لا ينتج أبدا إلا عن طريق صانع حكيم يعلم ما يقعل وما يشاء !! إنه أشبه بمن يقول لك أن العشوائية أنتجت برنامجا يحمي الكمبيوتر من الفيروسات !!
---------------------------------
7... وآخر ما نختم به لعدم الإطالة هو معضلة وجود تشابهات في جينات أعضاء ووظائف كائنات حية : رغم أنها متباعدة تماما في شجرة التطور التي يؤلفها التطوريون كل فترة !!..
وهو من المشاكل القاصمة التي حاروا في محاولة إيجاد تفاسير علمية أو حتى منطقية مقبولة لها إذ : كيف يتخيل عاقل أن تتكرر نفس الصدف والعشوائية والطفرات في أكثر من كائن في أكثر من مكان في أكثر من زمان وفي مراتب مختلفة على شجرة التطور المزعومة ؟!!
يعني التطوريون وفي ظل عجزهم الدائم عن تفسير ظهور أي عضو معقد – كالعين مثلا – بالصدفة والعشوائية لمرة واحدة : فعليهم الآن أن يزعموا أن تلك العين ظهرت بنفس الصدف والعشوائية ذاتها أكثر من مرة !!! ولذلك أسماه بعضهم بالتطور المتقارب ! Convergent evolution – وبالطبع كل هذا لا يدعمه أي دليل من المنطق أو حتى التجربة ولا الخيال !! بل أقل ما فيه أنه يعتمد على مغالطة منطقية شهيرة وهي مغالطة المنطق الدائري Circular reasoning !!
حيث يتم استخدام المطلوب كمقدمة للتدليل على وجوده !! وفي حالتنا هذه ينطلق التطوريون من منطلق أن التطور الصدفي والعشوائي حقيقة واقعة بالفعل : ثم يبدأون في تطويع كل المشاهدات لإثبات أن التطور حقيقة واقعة كما شرحناه من قبل في مشكلتهم مع الحفريات !!
وبالطبع كل ذلك التأليف حول التطور المتقارب : يتهاوى بأبسط قواعد العلم والمنطق ! وحتى على لسان التطوريين أنفسهم الذين أعلنوا عدم تقبلهم لمثل هذه الافتراضات التي لا محل لها من الإعراب !
يقول فرانك سالزبوري Frank Salisbury – وهو أحد دعاة التطور - :
" إن عضواً معقد التركيب مثل العين : قد ظهر أكثر من مرة !! في الحبار والفقاريات والمفصليات على سبيل المثال .. إن من العسير التفكير في الكيفية التي ظهر بها مثل هذا العضو مرة واحدة !! فكيف بالتفكير في ظهوره كل هذا العدد من المرات كما تقول النظرية التركيبية الحديثة ؟!!.. إن التفكير في هذا يصيبني بالدوار" !!..
المصدر :
Frank Salisbury, "Doubts About the Modern Synthetic Theory of Evolution", American Biology Teacher, September 1971, p. 338