نحن نعيش الماضى دائما
الان انتهى بعد لحظة من وقوعه
دائما نحن نعيش ما مضى
افكارنا دائما للوراء
المقال منقول
_________________
" لغز الزمن " .
- من أين أبدأ لكى أنمى طاقاتى؟
إذا كنت تسأل نفس السؤال، فهذا الموضوع من أجلك.
تتعدد المداخل و البدايات ، لكن الغاية و النتيجة واحدة. و أحب أن أشارككم جميعاً مدخلاً، الذى هو من وجهة نظرى أسرع مدخل لولوج دائرة تطوير الذات.
" إسكات فوضى الأفكار "
لكى تتصل .... إنفصل....
بعض الصمت يولد " ضوضاء داخلية ".
و بعض الصمت يولد " هدوء "، يتبعه " إلهام ".
يجب أن تفرغ كوبك أولاً. أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان الطبيعى تمر فى رأسه يومياً 60 ألف فكرة يومياً.
- كيف أفرغ كوبى؟
تخيلوا معى الزمن على شكل دائرة. قد يقول أحدكم الأن هذا الكلام غير صحيح، الزمن خط مستقيم يمضى من الماضى إلى الحاضر ثم المستقبل.
أنا الأن و ماعدا ذلك " ذكريات و خيال "، ذكريات من الماضى، و خيالات و سيناريوهات متوقعة حول المستقبل.
غالبية البشر تكون ال 60 ألف فكرة الخاصين بهم تجاربهم السيئة من الماضى، فيسهم ذلك بشكل كبير فى خلق سيناريوهات سوداء حول المستقبل. و الزمن بالنسبة لهؤلاء ينطبق عليه نظرية الخط المستقيم بشكل جزئى تقريباً. يفكرون دائماً فى مخذلات الماضى و يخلقون سيناريوهات سوداء حول المستقبل.
- لكن ( أين الحاضر ) ؟
لو سألت نفسك هذا السؤال، فمرحباً بك.
" اللحظة الحالية هى الحقيقة الوحيدة، إن الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إن العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إن الزمن يتحرك من خلالنا وفي داخلنا، في لوالب لا نهاية لها و من خلال حركة الإنسان فى الزمان تتولد الأحداث "
من هنا مدخلنا و من هنا سنمضى لكى نصمت فوضى أفكارنا. هيا بنا نكسر نمط التفكير الذى استعبد البشر على مدار قرون " نظرية أن الزمن خط مستقيم ". فلننظر للأمر من زاوية أخرى.
( أنا أستخدم اللحظة الحالية لتعديل سلبيات الماضى و الاستزادة و التطوير فى إيجابياته فأنشأ بذلك مستقبل أفضل، هكذا فى دوائر لا نهاية لها )
يا من تبحث عن البداية. استوعب تلك الجملة جيداً. فهى السر الجامع.
أنت بذلك قمت بأنشاء مركز عمليات تطوير الذات فى عقلك. تخيل معى لو ان ال 60 الف فكرة خاصتك تمت معالجتهم بتلك الطريقة ( كيف ستكون حياتك ) ؟
هل تدرى ماذا حدث. لقد قمت " بأسكات فوضى الأفكار ". لقد أوقفت ألية عمل العقل. أنا أُعيش " الأن " فقط، و بمجرد أن تأتينى أى " ذكريات سلبية من الماضى " أو " خوف من أشياء تحدث فى المستقبل "، أقوم مباشرة بتعديل " الموجة " إلى " الأن "، أياً كان العمل الذى أقوم به فأنا أقوم به بإتقان و على أكمل وجه. لكى أصنع " مستقبل " أفضل.
أنت بذلك تفرغ كوبك كلياً، ليكون مستعداً لإستقبال كل جديد.
" أكثر الطرق شيوعاً للتمرس على العيش فى اللحظة الحالية "
1 - التأمل.
2 - تجنب العنونة و التصنيف.
--------------------------------
1 - التأمل:
- ما هى الغاية الرئيسية للتأمل؟
إسكات فوضى الأفكار عن طريق إقامة نقطة توازن بين " العقل ، العاطفة ". إن تطابق مشاعرنا المستمر لكل فكرة تومض فى عقلنا هو أفة هذا الزمان. و هو السبب الرئيسى لمعظم أمراض القلب و الصلع و الشيخوخة المبكرة. فما يحدث فى الخارج ليس إلا إنعكاساً لما يحدث فى الداخل.
إسكات فوضى الأفكار يعمل على زيادة فرص إعادة برمجة العقل الباطن لكى يعمل لصالحنا. و تتم برمجة العقل الباطن عن طريق تمارين التخيل. فعلى سبيل المثال: قبل أن أقوم بأى تغيير فى محل عملى أعطى لنفسى يومياً على الأقل 10 دقائق أغمض فيها عينى و أتخيل بأنى أمشى فى محل عملى و أقوم بعمل ما أريد. هذا يعطى طاقة إيجابية عالية و يعمل على زيادة الرغبة فى التغيير. و أحياناً تأتينى الكثير من الأفكار الإبداعية عن طريق التخيل. و يمكنك تطبيق هذا التمرين على أى غرض.
التفكير يعمل لكنه يصبح خارق. فعن طريق إسكات فوضى الأفكار يتم خلق مساحة من التفكير البناء يمكن إستخدامها للتفكير السليم فى موضوع معين.
هناك كورس متكامل عن التأمل مقام حالياً بالمجموعة تحت إشراف الأستاذ الفاضل/ مكسيم خضور ، أنصحكم بمتابعته.
--------------------------------
2 - تجنب العنونة و التصنيف:
كل شخص له مطلق الحرية فى إختيار قناعاته الداخلية. و من خلال أفكارنا حول الأشياء تنشأ المسميات. فعلى سبيل المثال: جهاز الكمبيوتر الذى تستخدمه الأن إسمه ليس " جهاز كمبيوتر ". فهو عبارة عن خلط لمواد بمواصفات معينة، مواد مثل الأسلاك، البلاستيك و الفبر. و معادن مثل الحديد، النحاس، القصدير. و قام المخترع بإطلاق الإسم على إختراعه.
جميع المُعاناة تأتى من الأسماء و الصفات. جميع الاسماء و الصفات دلالات لغوية ، و لكنها لا تعنى الحقيقة ، الكرامة و الحق و العدل قيم مجردة ، كلمات رنانة و عظيمة و تدل على معانٍ و قيمٍ سامية و اصيلة ، لكن للأسف اسىء استخدام هذه الكلمات فى زماننا ، فاللص الجيد نتاج منطق جيد ، و هو تلبيس الامور و تنفيذ ما يريد عن طريق توجيهه بشكل مستتر مع قيمة او معنى مجرد ، هذه هى صيغة الخداع المتداولة هذه الايام ، و من هذا المنطلق تعم حالة من الفوضى الفكرية و التشتت و تدب الخلافات بين ابناء الوطن الواحد ، و مع ازدياد القيم و المعانى المجردة المصابة بالعدوى يزداد التشتت و تزداد حالة الفوضى الفكرية .
ترتبط ألية العنونة فى العقل بثلاث عمليات رئيسية " إستقبال ، مقارنة ، تصنيف " ، و من خلال أفكارنا حول الأشياء تنشأ المسميات أو التصنيفات. و الأمر يعمل بهذه الشاكلة سواء كانت أفكارنا صحيحة و مبنية على أسس منطقية. أو غير صحيحة و مبنية على الأوهام. المسئلة ليس لها علاقة بالذكاء على الإطلاق بل هى طبيعة الله فى الخلقة. مثال للتوضيح:
- رأيت شخصاً ما لأول مرة، و كان إنطباعك الأولى عنه جيد " إستقبال ".
- يتم فتح ملف له فى العقل يحتوى على بياناته و يبدأ العقل أوتوماتيكياً بمقارنة الملف الخاص به بجميع الملفات التى من نفس النوع " مقارنة "
- يتم الربط بين ملف هذا الشخص و ملفات الأشخاص المشابهة لملفه " تصنيف "
لذلك دائماً ما نقول " الإنطباع الأول يدوم ". ففى كل مرة ترى فيها هذا الشخص ستشعر بمشاعر طيبة نحوه و العكس صحيح إذا كان إنطباعك الأولى عنه فى أول لقاء سىء.
- كيف أتجنب العنونة و التصنيف.
ضع نفسك فى وضع المراقب لأفكارك. لا أقصد بذلك أن تتمسك بها. بل دع الشريط يمضى و استمتع بالمشاهدة.
تمرين:
إجلس فى أى جلسة مريحة و يفضل أن يكون الوقت بعد منتصف الليل هذا كبداية بعد التمرس لفترة ستتمكن من القيام بالتمرين فى أو وقت و مكان.
الهدف من ذلك التمرين هو إتقان الإستماع لصوت " السكون ". قد يسأل أحدكم هل للسكون صوت؟.
قم بأغماض عينيك و ركز على تنفسك لمدة 5 دقائق. من المعروف علمياً انه من المستحيل أن تأتيك أى أفكار أثناء التركيز على تنفسك فقط. فى البداية ستحاول الافكار أن تسحب تركيزك، لا تقاوم الأفكار فقط أعد تركيزك الى تنفسك و أتركها تمضى.
بعد الوصول للاسترخاء قم فقط بالاستماع لما حولك من اصوات مع الاستمرار فى التنفس الصحيح " الشهيق من الانف و الزفير من الفم " ، لا تحاول ان تصنف ما تسمعه. فقط استمع.
ستجد العديد من الاستفسارات تمر فى عقلك مثل، إنه صوت الثلاجة، إنه صوت صنبور الماء ينقط، إنه صوت عقارب الساعة. هذا صوت البلبل يغنى. فقط أترك كل ذلك يمضى و استمتع بالاستماع.
مدة التمرين 20 دقيقة، بعد الإنتهاء من التمرين قم بتحريك أطرافك لمدة 10 ثوانى ثم قم بفتح عينيك و قم بتناول كأس من الماء البارد. و استمر على نفس الحالة لمدة 10 دقائق. فقط استمع و لا تقارن و لا تصنف.
بعد فترة من الإنتظام على التمرين ستجد أن عقلك لم يعد بحاجة إلى إستخدام ألية العنونة و التصنيف طوال الوقت و سيقوى إرتباطك باللحظة الحالية و ستزيد قدرتك على التناغم معها.
يمكن الشعور بنتائج ملموسة بعد حوالى اسبوع من الانتظام على التمرين.
---------------------------
بوركتم جميعاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق