تريد أن تعرف لماذا أراد حسام حسن الهجرة؟.. تعال لتقرأ معي ما كتبه العلامة العظيم جمال حمدان في كتابه الموسوعي المؤسس شخصية مصر لتفسر ما يجري بالضبط، يقول حمدان: (واحد من أخطر عيوب مصر هو أنها تسمح للرجل العادي المتوسط بل للرجل الصغير بأكثر مما ينبغي وتفسح له مكاناً أكبر مما يستحق، الأمر الذي يؤدي - خاصة علي مستوي النظام الحاكم حيث تحكم التفاهة حينئذ وتسود - إلي الركود والتخلف وأحياناً العجز والفشل والإحباط. في الوقت نفسه، كأنما لتضيف الإهانة إلي الجرح كما يقال، ففي حين يتسع صدر مصر برحابة للرجل الصغير إلي القميء، فإنها علي العكس تضيق أشد الضيق بالرجل الممتاز، إذ لا مكان له في توسطها ووسطيتها، وأفضل مكان له خارجها (تذكر نجاح المصريين مؤخراً في المهجر)، فشرط النجاح والبقاء في مصر أن تكون اتباعياً لا ابتداعياً، تابعاً لا رائداً، محافظاً لا ثورياً، تقليدياً لا مخالفاً، وموالياً لا معارضاً، ولذلك فإن مصر ليست ولا يمكن أن تكون ثورية حقاً، وبالتالي غير خالقة ولا قائدة جداً).
ألم يقل لنا دكتور جمال حمدان في «شخصية مصر»: (إن مصر بيئة طاردة لأبنائها الممتازين تلفظهم بانتظام وإحكام.. يتكاثر الأقزام علي رأسها ويقفزون علي كتفها تتعثر أقدامهم في العمالقة وقد تطأهم وطئا، وللإمعات والتافهين طول البقاء!).
هذا ولا تعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق