من بديع ما قرأت كتاب الامتاع والمؤانسة لابى حيان التوحيدى وقد جاء فيه ان ضبعا وقف على نهر وقد وجد فيه تودية فجعل يشرب ويقول واصباحاه ما اطيب طعم اللبن حتى انشق بطنه
التودية : العود يشد على رأس الخلف لئلا يرضع الفصيل أمه.
وطبعا الفصيل هو ولد الناقة
وقيل لأعرابي: لم قالت الحاضرة للعبد: باعك الله في الأعراب؟ قال: لأنا نعري جلده، ونطيل كده، ونجيع كبده.
قال عقيل بن علفة حين قيل له: لم لا تطيل الهجاء؟ قال: يكفيك من القلادة ما أحاط العنق.
============================================
وصف بعض البلغاء التجار فقال: لا يوجد الأدب إلا عند الخاصة والسلطان ومدبريه، وأما أصحاب الأسواق فإنا لا نعدم من أحدهم خلقاً دقيقاً وديناً رقيقاً، وحرصاً مسرفاً، وأدباً مختلفاً، ودناءة معلومة، ومروءة معدومة وإلغاء اللفيف، ومجاذبةً على الطفيف، يبلغ أحدهم غاية المدح والذم في علقٍ واحد في يوم واحد مع رجل واحد، إذا اشتراه منه أو باعه إياه، إن بايعك مرابحةً وخبر بالأثمان، قوي الأيمان على البهتان، وإن قلدته الوزن أعنت لسان الميزان، ليأخذ برجحانٍ أو يعطى بنقصان؛ وإن كان لك قبله حقٌ لواه محتجاً في ذلك بسنة السوفيين، يرضى لك ما لا يرضى لنفسه، ويأخذ منك بنقدٍ ويعطيك بغيره، ولا يرى أن عليه من الحق في المبايعة مثل ما له؛ إن استنصحته غشك، وإن سألته كذبك، وإن صدقته حربك متمردهم صاعقةٌ على المعاملين، وصاحب سمتهم نقمةٌ على المسترسلين؛ قد تعاطوا المنكر حتى عرف، وتناكروا المعروف حتى نسي، يتمسكون من الملة بما أصلح البضائع، وينهون عنها كلما عادت بالوضائع؛ يسر أحدهم بحيلةٍ يرزقها لسلعةٍ ينفقها، وغيلةٍ لمسلمٍ يحميه الإسلام، فإذا أحكم حيلته وغيلته غدا قادراً على حرده، فغر وضر، وآب إلى منزله بحطام قد جمعه مغتبطاً بما أباح من دينه وانتهك من حرمة أخيه، يعد الذي كان منه حذقاً بالتكسب، ورفقاً بالمطلب، وعلماً بالتجارة وتقدماً في الصناعة
===============================================
أراد قاضي البدو أن يستحلف الخصم فقال: هو لا يبالي بالحلف، فقال: احمله على حلف لا يستجري عليه، فقال: جعل الله نومك نغصاً، وطعامك غصصاً، ومشيك رقصاً، وسلخك برصاً، وقطعك حصصاً، وملأ عينيك رمصاً، وأدخلك قفصاً، وابتلاك بهذه العصا. فأبى أن يحلف وأذعن للحق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق