حاولت ان اكتب هذه الرسالة من قبل على غير النسق الذى سارت به الاحداث وجرت به المقادير.
لكن أمورا حدثت وأحوالا تبدلت وما عاد لنا مما كان الا الذكرى التي قد ترجع او ربما لا تعود.
فما كان فى ازدياد واطراد بات فى انتقاص واضمحلال .
وماكان سهلا يسيرا لربما اصبح عسير المنال .
حاولت كثيرا ان تكون رسالتى وفقا لما اتمنى وارجو ,,, ولكنها الرياح تجرى بما لا تشتهى السفن .
اذ ان الجنات والانهار –التى قد كنت ارجو - قد اضحت الان صحراءا مدلهمة وارضا يباب .
انه القدر .
انه القدر الذى يسيرنا ....
القدر الذى يسيرنا فلا نملك الا ان نسير ورائه مقتفين خطاه لا خيرة لنا فيما نقدم عليه او نحجم عنه .
انه القدر ....
هل ما كان منى هو احجاما عن كتابة رسالتى حتى ترى النور؟ ام هو اقداماً على عدم كتابة سطورها ابدا ؟
اياً ما كان فلم يقدر لها ان تظهر الى الوجود ولا ترى اليه من سبيل وفقا لما احب وارضى عندما كان ظهورها حينها امرا منطقيا وعملا سهلا يسيرا ,
ولكن هل يجدى ظهورها الان على ما هى عليه بعد تبدل الحال ؟؟؟؟
حبيبتى…..
نعم حبيبتى فلازال حبك لم ينتقص في قلبى قيد انملة .
كان يجب على ان ابعث اليك برسالتى حينها ولكننى احجمت او بالاحرى لم يخطر لى كتابتها فضلاً عن ارسالها على بال .
كان يجب على ارسالها اذ لو قد فعلت لربما كان قد تغير الحال .
اما وهو ما لم يتم فلست اظن ان رسالتى الان على هذه الشاكلة وعلى هذا المنوال قد تجدى نفعا او تعيد ما ولى وراح .
ولكنها فكرة طرأت حين عن علينا اللقاء وبات دربا من دروب المستحيل او محضا من خيال .
حبيبتى….
اه من كلمة حبيبتى .
هل حقا انقضى ما كان ؟ هل حقا ولى ولن يعود ؟ هل افترقنا يقينا ؟
ابدا لا اظن .
كنت المح فى عينيك ما تريدين قوله ولا شك عندى انك كنت تلمحين , كنت على يقين من ان كلينا يعرف مايدور يقيناً فى خلد الأخر وما يجرى فى خاطره حين تلتقى عينانا ككتاب مفتوح .
كان كلانا يعرف ان كلينا يعرف !!!
ولكن …. ما الذى دفعنا الى هذا السبيل ؟
انه انا ولا شك .
فكرت مرارا ان اصلح ما جرى .... ولكننى احجمت ؟
حتى حينما كان يستبد بى الاشتياق ويقتلنى الحنين لم يخطرلى ابدا على بال ان ابعث اليك برسالة افسر لك فيها ما الذى دفعنى الى ما قمت به ؟
ما الذى يدفعنى الان الى كتابة رسالتى هذه ؟... لماذا الان ؟
هذا ما أحاول معرفته والاطلاع على أسبابه ......
ربما هى البدايات…البدايات التى تقود النهايات.
على ان بداياتنا معا ما كان لاى مطلع عليها ان يقدر لها انها ستنتهى بنا الى هاتيك النهايات .
كانت هذه البدايات تختلف عن اية بدايات , فلم آلت الى ما آلت اليه ؟
حاولت ان اعرف لماذا…وكيف …. وما علة ما ابتدا …. وما علة ما صار؟؟؟؟؟
كانت تجول فى خاطرى الامال وتدور براسى الامنيات على ان واقعنا كان قد فاق كل الامانىَ والامال !
كان الواقع ذاته هو الحلم البعيد المنال .
لا ادرى كيف يفوق الواقع ما كنا نتمناه ثم تكون امانينا هى منتهى الطلب ومستقر الامال ؟؟؟
لم يكون الادنى هو منتهى الطلب والرجاء ؟؟؟؟؟
ليتنى اخترت الواقع وتشبثت بتلابيبه فلم يتفلت منى كما تفلت لاكون جالسا بعد ما يربو عن خمس وعشرين عاما آسى عليه واهفو الى لحظة عابرة من ايامه او لياليه....
بعد افتراقنا وسيرى فى طريقى الذى اخترت ....ادركت حينها ما راح منى وما اضعت بيدى ...........
ادركت الى اى مدى حطمت نفسى بيداى وكيف حكمت عليها بطول الشقاء
في كل التفاتة منى كنت اراك بعيدة على المدى تقولين لى هل تعرف ما قد خسرت ؟
حينما كان يخفق قلبى كنت اسمع صوتك في دقاته تقولين لى هل هدات أوارتحت؟
حينما كنت اغفوا كان طيفك يلازمنى فاذرف دموعى ساكنات لتمزق نياط قلبى وتقطع اوصاله .
ربما لو قدر لنا ان نفترق بغير هذه الطريقة او ربما حتى لم نفترق ما كان ابدا سيصل حبى لك الى هذه الدرجة من الجنون المقترن بالياس .
نعم هذا ما كان طيلة كل هذه السنين .
ولكنه القدر.....
القدر الذى يسيرنا لنكون ما نحن عليه الان كى اجلس وحدى لكتابة رسالتى هذه و التى انقضى من زمانها ما أوشك ان يقارب ربع قرن من الزمان.
لماذا الان اكتب مثل هذه الكلمات وقد فات اوانها وراح ؟ لماذا اقضى فيما لا يفيد؟
لعله اليأس وانقطاع الامل عن لقاء جديد ظل يراودنى هاجسه طيلة هذه الاعوام والسنين بل حتى انه لو حدث فان زماننا قد انقضى وراح .
لعله العبء الثقيل المحمل به كاهلى يرجو ان ينزاح عنى فانسى وارتاح .
لعله قلبى الذى ما عاد قادرا على الصمود .
مضى زمانا كنت اقول لنفسى يالتنى كتبت لها رسالة واتمنى , وأتمنى , ولكن هيهات , هيهات فليس بالامانى يعود ما مضى وولى وليس بالامانى تسكن الام الجراح .
بيد انى فكرت ان اكتب رسالتى بعد فوات اوانها لعل عقلى المنهك يهدأ او يسكن أسى قلبى الملتاع ..
كتبتها مرارا ومزقتها مرارا , ونسيتها مرارا , احجمت سنينا لا ادرى لها فى حسابى عدا
احجمت حين كنت قادرا على الاحجام
احجمت كى ادفن خاطرات نفسى ولواعج اساها
انها آفتى واكبر مسببات المى
دائما وابدا كنت ادفن احاسيسى واكتم مشاعرى , دائما وابدا اكره ان يطلع احد على خافيات نفسى او يقرأ فى عيناى شواهد الضعف و الانكسار.
فكنت اخفى ما يجول بخواطرى حتى عن نفسى ............
كانت لى القدرة على حذف احداث ومشاهد كاملة من اعماق اعماق نفسى فلا اذكرها او تمر لى بخاطر
كانت تلك طريقتى ومنهجى ومنوالى
كنت احسب اننى بهذا اكون فوق كل ما ينغص عيشى او يكدر لى حال
ولكن....عجزت امام ذكراك ان امحوها او حتى ادعى النسيان , فلم يخلق الناس هكذا والا فلم اعطانا الله قلبا ينبض ليختلج بالمشاعر والاحاسيس .
ودفنت الذكرى فى اعماق اعماقى.. فى سويداء قلبى؟
ولم اكن ادرى ان دفينى ظل حياً..........................
دفينى هذا كان حيا فى مرقده ما يفوق ويربو على خمس وعشرين عاما طوال .
عجبا ,,,,,,,,,,
واى عجب!!!!!
ولم الان اذن ؟ ..... اما كان من الاحرى ان يستسلم هذا الدفين ويقضى ؟.... اما كان من الاجدر به ان يمضى ويذهب الى حيث لا يرجع الذاهبون ....؟؟؟؟
ما اصراره على ان يخرج من مكمنه فى قراره المكين ؟ ما الامل الذى يحذوه فيظل متمسكا باهداب الحياة وتلابيبها ؟؟؟
ما اصراره ليخرج ويقول لى بح بما انت فيه واخرجنى من محبسى؟؟؟
ما الذى دفعنى لاستسلم له و امسك قلمى لاخرج دفينى هذا والذى ظل صراعه للخروج من مكمنه الدفين يمزق احشائى ويفتت صلابتى !!!!
صلابتى ؟؟؟؟ … نعم صلابتى التى كانت هى المحرك والدافع لى ابدا
صلابتى هذه التي يسرت لى قرار الفراق .
لكم كنت احب ان ابقى صلبا لا الين .
صلابة كنت احسبها درعا لى ,,,, كنت اظن ان لى قلبا من الفولاذ ...
لم ادر ابدا ان قلبى الفولاذى هذا يتمزق يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة الا الان .
الان وفقط وانا امسك قلمى لاكتب رسالتى هذه ..........
الان وما بقى الا ساعات معدودات ............
ساعات معدودات لتجرى لى عملية جراحية بالقلب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق