الثلاثاء، ديسمبر 27، 2016

من بديع اللغة العربية

 

 

شعر

ان الخوافى قوة للقوادم

قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: الرِّجَالُ ثَلاَثَةٌ: رَجُلٌ تَرِدُ عَلَيْهِ الامُورُ فَيُسَدِّدُهَا بِرَأْيِهِ، وَرَجُلٌ يُشَاوِرُ فِيمَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ وَيَنْزِلُ حَيْثُ يَأْمُرُهُ أَهْلُ الرَّأْيِ، وَرَجُلٌ حَائِرٌ بِأَمْرِهِ لاَ يَأْتَمِرُ رُشْدًا وَلاَ يُطِيعُ مُرْشِدًا.

وَقَالَ بَعْضُ الْبُلغَاءِ: مِنْ حَقِّ الْعَاقِلِ أَنْ يُضِيفَ إلَى رَأْيِهِ آرَاءَ الْعُقَلاَءِ، وَيَجْمَعَ إلَى عَقْلِهِ عُقُولَ الْحُكَمَاءِ، فَالرَّأْيُ الْفَذُّ رُبَّمَا زَلَّ وَالْعَقْلُ الْفَرْدُ رُبَّمَا ضَلَّ. وَقَالَ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ: إذَا بَلَغَ الرَّأْيُ الْمَشُورَةَ فَاسْتَعِنْ بِرَأْيِ نَصِيحٍ أَوْ نَصِيحَةِ حَازِمِ وَلاَ تَجْعَلْ الشُّورَى عَلَيْك غَضَاضَةً فَإِنَّ الْخَوَافِيَ قُوَّةٌ لِلْقَوَادِمِ

وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ: كُلُّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ إلَى الْعَقْلِ، وَالْعَقْلُ يَحْتَاجُ إلَى التَّجَارِبِ. وَلِذَلِكَ قِيلَ: الايَّامُ تَهْتِكُ لَك عَنْ الاسْتَارِ الْكَامِنَةِ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: التَّجَارِبُ لَيْسَ لَهَا غَايَةٌ، وَالْعَاقِلُ مِنْهَا فِي زِيَادَةٍ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: مَنْ اسْتَعَانَ بِذَوِي الْعُقُولِ فَازَ بِدَرَكِ الْمَأْمُولِ

فَإِذَا عَزَمَ عَلَى الْمُشَاوَرَةِ ارْتَادَ لَهَا مِنْ أَهْلِهَا مَنْ قَدْ اسْتَكْمَلَتْ فِيهِ خَمْسُ خِصَالٍ:
إحْدَاهُنَّ: عَقْلٌ كَامِلٌ مَعَ تَجْرِبَةٍ سَالِفَةٍ فَإِنَّ بِكَثْرَةِ التَّجَارِبِ تَصِحُّ الرَّوِيَّةُ. ,
وَالْخَصْلَةُ الثَّانِيَةُ: أَنْ يَكُونَ ذَا دِينٍ وَتُقًى، فَإِنَّ ذَلِكَ عِمَادُ كُلِّ صَلاَحٍ وَبَابُ كُلِّ نَجَاحٍ. وَمَنْ غَلَبَ عَلَيْهِ الدِّينُ فَهُوَ مَأْمُونُ السَّرِيرَةِ مُوَفَّقُ الْعَزِيمَةِ.
وَالْخَصْلَةُ الثَّالِثَةُ: أَنْ يَكُونَ نَاصِحًا وَدُودًا، فَإِنَّ النُّصْحَ وَالْمَوَدَّةَ يُصَدِّقَانِ الْفِكْرَةَ وَيُمَحِّضَانِ الرَّأْيَ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لاَ تُشَاوِرْ الا الْحَازِمَ غَيْرَ الْحَسُودِ، وَاللَّبِيبَ غَيْرَ الْحَقُودِ، وَإِيَّاكَ وَمُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إلَى الافْنِ، وَعَزْمَهُنَّ إلَى الْوَهْنِ.
وَالْخَصْلَةُ الرَّابِعَةُ: أَنْ يَكُونَ سَلِيمَ الْفِكْرِ مِنْ هَمٍّ قَاطِعٍ، وَغَمٍّ شَاغِلٍ، فَإِنَّ مَنْ عَارَضَتْ فِكْرَهُ شَوَائِبُ الْهُمُومِ لاَ يَسْلَمُ لَهُ رَأْيٌ وَلاَ يَسْتَقِيمُ لَهُ خَاطِرٌ.
وَالْخَصْلَةُ الْخَامِسَةُ: أَنْ لاَ يَكُونَ لَهُ فِي الامْرِ الْمُسْتَشَارِ غَرَضٌ يُتَابِعُهُ، وَلاَ هَوًى يُسَاعِدُهُ، فَإِنَّ الاغْرَاضَ جَاذِبَةٌ وَالْهَوَى صَادٌّ، وَالرَّأْيُ إذَا عَارَضَهُ الْهَوَى وَجَاذَبَتْهُ الاغْرَاضُ فَسَدَ.

من كتاب ادب الدنيا والدين

حمار بن حمار

سيبقى الحمار حمار بن حمار
*كتبها الشاعر أحمد مطر*
قصة حمار ابن حمار .. جميلة جدا
كان يا مكان في أحد الإسطبلات العربية مجموعة من الحمير
وذات يوم أضرب حمار عن الطعام مدة من الزمن ،
فضعف جسده وتهدّلت أذناه وكاد جسده يقع على الأرض من الوهن .
فأدرك الحمار الأب أن وضع ابنه يتدهور كل يوم ،
وأراد أن يفهم منه سبب ذلك ،
فأتاه على انفراد يستطلع حالته النفسية والصحية التي تزداد تدهورا .
فقال له : ما بك يا بني ؟؟
لقد أحضرت إليك أفضل أنواع الشعير.. وأنت لا تزال رافضا ً أن تأكل ..
أخبرني ما بك ؟
ولماذا تفعل ذلك بنفسك. رفع الحمار الابن رأسه وخاطب والده قائلا : نعم يا أبي .. إنهم البشر ..
دُهش الأب الحمار وقال لابنه الصغير :-
وما بهم البشر يا بني ؟
فقال له :- إنهم يسخرون منّا نحن معشر الحمير ..
فقال الأب وكيف ذلك ؟
قال الابن :- ألا تراهم كلما قام أحدهم بفعل مشين يقولون له يا حمار ...
وكلما قام أحد أبنائهم برذيلة يقولون له يا حمار ... أنحن حقا كذلك ؟
يصفون أغبياءهم بالحمير .. ونحن لسنا كذلك يا أبي .. إننا نعمل دون كلل أو ملل .. ونفهم وندرك .. ولنا مشاعر ..
عندها ارتبك الحمار الأب ولم يعرف كيف يردّ على تساؤلات صغيره وهو في هذه الحالة السيئة ،
ولكن سُرعان ما حرّك أذنيه يُمنة ويسرة ثم بدأ يحاور ابنه محاولاً إقناعه حسب منطق الحمير ..
انظر يا بني إنهم معشر البشر خلقهم الله وفضّلهم على سائر المخلوقات لكنّهم أساءوا لأنفسهم كثيرا ً قبل أن يتوجهوا لنا نحن معشر الحمير بالإساءة ..
فانظر مثلا ً .. هل رأيت حمارا ً خلال عمرك كله يسرق مال أخيه ؟؟
هل سمعت بذلك ؟
هل رأيت حماراً يعذب بقية الحمير ليس لشيء إلا لأنهم أضعف منه أو أنه لا يعجبه ما يقولون ؟
هل رأيت حماراً عنصرياً يعامل الآخرين من الحمير بعنصرية اللون والجنس واللغة ؟
هل سمعت عن قمة حمير لا يعرفون لماذا هم مجتمعون ؟
هل سمعت يوماً ما أن الحمير الأجانب يخططون لقتل الحمير العرب !! من أجل الحصول على الشعير؟
هل رأيت حماراً عميلاً لدولة أجنبية ويتآمر ضد حمير بلده ؟
هل رأيت حماراً يفرق بين أهله على أساس طائفي ؟
طبعا لم تسمع بمثل هذه الجرائم الإنسانية في عالم الحمير !!
ولكن البشر هل يعرفون الحكمة من خلقهم ويعملون بمقتضاها جيدا؟
لهذا يــــا ولدي أطلب منك أن تحّكم عقلك الحماري ،،
وأطلب منك أن ترفع رأسي ورأس أمك عاليا ً ،،
وتبقى كعهدي بك حمار ابن حمار،،
واتركهم يــا ولدي يقولون ما يشاؤون ..
فيكفينا فخراً أننا حمير
لا نــكـــذب
لا نـقـتـــــل
لا نــســـرق
لا نـغـتــــاب
لا نــشــتـــم
لا نرقص فرحـا ً وبيننا جريح وقتيل،،
أعجبت هذه الكلمات الحمار الابن فقام وراح يلتهم الشعير وهو يقول : نعم سأبقى كما عهدتني يا أبي .. سأبقى أفتخر أنني (حمار ابن حمار)
ثم،أكون ترابا ً ولا أدخل النار التي وقودها الناس والأحجار..

من شعر الرثاء

_____________
ألا من لي بأنسك يا أخيا ومن لي أن أبثك ما لديا
طوتك خطوب دهرك بعد نشر كذاك خطوبه نشرا وطيا
فلو نشرت قواك لي المنايا شكوت إليك ما صنعت إليا
بكيتك يا أخي بدمع عيني فلم يغن البكاء عليك شيا
وكانت فِي حياتك لي عظات وأنت اليوم أوعظ مني حيا

______________________________________

لأبي العتاهية يرثي علي بْن ثابت وكان مؤاخيا له

حماقات

ذهب احد المتماجنين الى طبيب " نسبت الى جحا فى رواية "
فقال له اشعر بان فى اطراف شعرى مغص وان فى جوفى ظلمة واكل طيبا اخرجه خبيثا فهل عندك لى من دواء ؟
فاجابه الطبيب " جحا " نعم
اما المغص فاحلق شعر راسك ولحيتك يذهب عنك
واما ظلمة جوفك فعلق مصباحا على باب دبرك ينير لك الظلمة
واما ما تاكله طيبا فيخرج خبيثا فكل خبيثا تخرجه طيبا ان شاء الله
============================================
ومما يروى ان رجل اسمه أبو علقمة من المتقعَّرين في اللغة واستعمال حُوْشي الكلام وغريب اللفظ , فقد دخل على الطبيب فقال :
إنّي أكلتُ من لحوم هذه الجَوَازِل فَطَسِئْت ُ طَسْأَةً , فأصابني وجعٌ بين الوابلة إلى دَأْيَة العنق , فلم يزل يَرْبو وَيَنْمَى , حتّى خالط الخِلْبَ , فألمتْ له الشراسفُ , فهل عندك دواء ؟

فقال له الطبيب : خذ خَرْبقاً وَشَلْفَقاً وشَبْرَقاً , فزهزقهُ وزقزقهُ واغْسلهُ بماء رَوْثٍ واشربه بماء الماء !
فقال أبو علقمة : أعد عليَّ ويحكَ , فإنّي لم أفهم منكَ !
فقال له الطبيب : لعَن الله أقلّنا إفهاماً لصاحبه , وهل فهمتُ منكَ شيئاً مما قلت ؟!

والخلاصة ان الراجل كل لحم حمام عمله حموضة وطلع على صدره لحد ما جاب رقبته وشق كبده وكسر له ضلوعه وعايز يتعالج فيها حاجة دى؟
=============================================

مُجير أمّ عامر

قيل : إنّ قوماً خرجوا إلى الصيد في يوم حار , فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم أمُّ عامر , وهي الضَّبع , فطردوها فأتعبتهم حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فاقتحمته , فخرج إليهم الأعرابي فقال : ما شأنكم ؟ فقالوا : صيدنا وطريدتنا .فقال :كلاَّ , والذي نفسي بيده , لا تصلون إليها ما ثبت قائمُ إليها ذلك , وقرب إليها ماء , فأقبلت تشرب منه , حتى عاشت واستراحت .فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وأكلت حشوته وتركته .فجاء ابن عمَّ له فوجده على تلك الصورة ,فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال : صاحبتي والله , وأخذ سيفه وكنانته , وأتبعها فلم يزل حتى أدركها فقتلها , وأنشأ يقول :

ومن يصنع المعروف مع غير أهله
يـلاقي الذي لاقى مُجيرُ أمَّ عامــر
أدام لها حين استجارت بقربــه
قراها من ألبان اللقاح الغــرائر
وأشبعــها حتى إذا مــا تمــلأت
فـــرتهُ بــأنيــاب لهـا وأظـافــر
قُل لذوي المعروف هذا جزاءمن
غدا يصنعُ المعروف مع غير شاكر
============================================

امرأة تربي ذئباً

رُوي الأصمعي أنه قال دخلت البادية فإذا عجوز بين يديها شاة مقتولة وجرو ذئب مقع , فنظرت إليها , فقالت أتدري ما هذا ؟
قلت : لا . قلت جرو أخذناه وأدخلناه بيتنا , فلما كبر قتل شاتنا وقد قلت في ذلك شعراً.فقلت لها ما هو ؟

فأنشدته :

بَقرت شُويهتي وفجعت بها.... وأنــت لشاتنا ولدٌ ربيبُ
غُديت بدرها وريبت فينا .... فمن أنباك أن أباك ذيبُ ؟
إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ .... فليس بــنافع فيها الأديب
==============================================

سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية فقال :خلّلها .قال الرجل أتخوف أن لا نبلّها .فقال الشعبي إن تخوفت فانقعها من أول الليل
==============================================
قيل إن شريك الأعور دخل على معاوية , وكان رجلاً دميماً ,فقال له معاوية : إنك لدميم والجميل خير من الدميم , وإنك لشريك وما لله من شريك , وإن أباك لأعور والصحيح خير من الأعور ,فكيف سُدتَ قومك ؟ فقال له: إنك لمعاويه , ما معاوية إلاّ كلبةٌ عوت فاستعوت الكلاب , وإنك ابن صخر والسهل خير من الصخر , وإنك لابن حربٍ والسلم خيرٌ من الحرب , وإنك لابن أميَّة وما أُميّة إلاّ أَمة فصغرت ,فكيف أصبحت أمير المؤمنين ؟ ثمّ خرج من عندة وهو يقول :

أيشتمني معاويةُ بن حرب ٍ ...وسيفي صارمٌ ومعي لساني؟
وحولي من بني قومي ليوث ...ضراغمةٌ تهشُّ إلى الطعان ِ
يُعيــرُ بالـدمامة من سفاهٍ ... وربات الخُدور من الغواني.
=============================================
*دخل ابن الجصّاص* على ابن له قد مات ولده ، فبكى !
وقال: كفالك الله يا بنيّ محنة هاروت وماروت.
فقيل له: وما هاروت وماروت ؟
فقال: لعن الله النسيان ، إنما أردت يأجوج ومأجوج !
قيل: وما يأجوج ومأجوج ؟
قال: فطالوت وجالوت !
قيل له: لعلك تريد منكراً ونكيرا ؟
قال: والله ما أردت غيرهما....
==============================================

ضاع لرجل ولد فناحوا ولطموا عليه وبقوا على ذلك اياما وصعد ابوه لغرفته فرآه جالسا في في زاوية من زواياها
فقال يابني انت بالحياة اما ترى مانحن فيه؟
قال الولد قد علمت ولكن هاهنا بيض وقد قعدت مثل الدجاجة عليه ولن ابرح حتى تطلع الكتاكيت منها
فرجع أبوه الى اهله وقال لقد وجدت إبني حيا ولكن لاتقطعوا اللطم عليه
============================================
ال رجل من الحمقى لنخاس : اطلب لي حمارا ليس بالكبيرالمشتهر ولا القصير المحتقر لايقدم تقحما ولايحجم تبلدا يتجنب بي الزحام والرجاموالآكام خفيف اللجام اذا ركبته هام واذا ركبه غيري قام ان علفته شكر وان أجعته صبر.
قال النخاس إصبر حتى اذا مسخ الله القاضي حمارا رجوت أن أصيب لك حاجتك إن شاءالله
===============================================
قال رجل (لعبد الملك بن ابحر) اشتهي ان امرض
فقال له: كل سمكا مالحا واشرب نبيذا حلوا واقعد في الشمس ثم استمرض الله عز وجل
فان لم تمرض فانت حمار
==============================================
قيل لبعض الأعراب : إن شهر رمضان قدم ,
فقال : والله لا ابددن شمله بالأسفار
قيل لأبي المخش الأعرابي أيسرك أنك خليفة وأن أمتك حرة قال لا والله ما يسرني قيل له ولم قال لأنها كانت تذهب الأمة وتضيع الأمة .

=============================================أحضر رجل ولده إلى القاضي فقال يا مولانا إن ولدي هذا يشرب الخمر ولا يصلي فأنكر ولده ذلك فقال أبوه يا سيدي أفتكون صلاة بغير قراءة فقال الولد إني أقرأ القرآن فقال له القاضي اقرأ حتى أسمع فقال :

علق القلب الربابا بعدما شابت وشابا

إن دين الله حق لا أرى فيه ارتيابا

فقال أبوه إنه لم يتعلم هذا إلا البارحة سرق مصحف الجيران وحفظ هذا منه قال القاضي وأنا الآخر أحفظ آيه منها وهي فارحمي مضنى كئيبا قد رأى الهجر عذاباثم قال القاضي قاتلكم الله يعلم أحدكم القرآن ولا يعمل به
==============================================
حكي أن تاجرا عبر إلى حمص فسمع مؤذنا يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن أهل حمص يشهدون أن محمدا رسول الله فقال والله لأمضين إلى الإمام وأسأله فجاء إليه فرآه قد أقام الصلاة وهو يصلي على رجل ورجله الأخرى ملوثة بالعذرة فمضى إلى المحتسب ليخبره بهذا الخبر فسأل عنه فقيل إنه في الجامع يبيع الخمر فمضى إليه فوجده جالسا وفي حجره مصحف وبين يديه باطية مملؤة خمرا وهو يحلف للناس بحق المصحف أن الخمرة صرف ليس فيها ماء وقد ازدحمت الناس عليه وهو يبيع فقال والله لأمضين إلى القاضي وأخبره فجاء إلى القاضي فدفع الباب فانفتح فوجد القاضي نائما على بطنه وعلى ظهره غلام يفعل فيه الفاحشة فقال التاجر قلب الله حمص فقال القاضي لم تقول هذا فأخبره بجميع ما رأى فقال يا جاهل أما المؤذن فإن مؤذننا مرض فاستأجرنا يهوديا صيتا يؤذن مكانه فهو يقول ما سمعت وأما الإمام فإنهم لما أقاموا الصلاة خرج مسرعا فتلوثت رجله بالعذرة وضاق الوقت فأخرجها من الصلاة واعتمد على رجله الأخرى ولما فرغ غسلها وأما المحتسب فإن ذلك الجامع ليس له وقف إلا كرم وعنبه ما يؤكل فهو يعصره خمرا ويبيعه ويصرف ثمنه في مصالح الجامع وأما الغلام الذي رأيته فإن أباه مات وخلف مالا كثيرا وهو تحت الحجر وقد كبر وجاء جماعة شهدوا عندي أنه بلغ فأنا أمتحنه فخرج التاجر من البلد وحلف أنه لا يعود إليها أبدا .
==============================================
قال الجاحظ مررت بمعلم صبيان وعنده عصا طويلة وعصا قصيرة وصولجان وكرة وطبل وبوق فقلت ما هذه فقال عندي صغار أوباش فأقول لأحدهم اقرأ لوحك فيصفر لي بضرطة فأضربه بالعصا القصيرة فيتأخر فأضربه بالعصا الطويلة فيفر من بين يدي فأضع الكرة في الصولجان وأضربه فأشجه فتقوم إلي الصغار كلهم بالألواح فأجعل الطبل في عنقي والبوق في فمي وأضرب الطبل وأنفخ في البوق فيسمع أهل الدرب ذلك فيسارعون إلي ويخلصوني منهم .
================================================

من كتاب الامتاع والمؤانسة

من بديع ما قرأت كتاب الامتاع والمؤانسة لابى حيان التوحيدى وقد جاء فيه ان ضبعا وقف على نهر وقد وجد فيه تودية فجعل يشرب ويقول واصباحاه ما اطيب طعم اللبن حتى انشق بطنه
التودية : العود يشد على رأس الخلف لئلا يرضع الفصيل أمه.
وطبعا الفصيل هو ولد الناقة
وقيل لأعرابي: لم قالت الحاضرة للعبد: باعك الله في الأعراب؟ قال: لأنا نعري جلده، ونطيل كده، ونجيع كبده.
قال عقيل بن علفة حين قيل له: لم لا تطيل الهجاء؟ قال: يكفيك من القلادة ما أحاط العنق.

============================================
وصف بعض البلغاء التجار فقال: لا يوجد الأدب إلا عند الخاصة والسلطان ومدبريه، وأما أصحاب الأسواق فإنا لا نعدم من أحدهم خلقاً دقيقاً وديناً رقيقاً، وحرصاً مسرفاً، وأدباً مختلفاً، ودناءة معلومة، ومروءة معدومة وإلغاء اللفيف، ومجاذبةً على الطفيف، يبلغ أحدهم غاية المدح والذم في علقٍ واحد في يوم واحد مع رجل واحد، إذا اشتراه منه أو باعه إياه، إن بايعك مرابحةً وخبر بالأثمان، قوي الأيمان على البهتان، وإن قلدته الوزن أعنت لسان الميزان، ليأخذ برجحانٍ أو يعطى بنقصان؛ وإن كان لك قبله حقٌ لواه محتجاً في ذلك بسنة السوفيين، يرضى لك ما لا يرضى لنفسه، ويأخذ منك بنقدٍ ويعطيك بغيره، ولا يرى أن عليه من الحق في المبايعة مثل ما له؛ إن استنصحته غشك، وإن سألته كذبك، وإن صدقته حربك متمردهم صاعقةٌ على المعاملين، وصاحب سمتهم نقمةٌ على المسترسلين؛ قد تعاطوا المنكر حتى عرف، وتناكروا المعروف حتى نسي، يتمسكون من الملة بما أصلح البضائع، وينهون عنها كلما عادت بالوضائع؛ يسر أحدهم بحيلةٍ يرزقها لسلعةٍ ينفقها، وغيلةٍ لمسلمٍ يحميه الإسلام، فإذا أحكم حيلته وغيلته غدا قادراً على حرده، فغر وضر، وآب إلى منزله بحطام قد جمعه مغتبطاً بما أباح من دينه وانتهك من حرمة أخيه، يعد الذي كان منه حذقاً بالتكسب، ورفقاً بالمطلب، وعلماً بالتجارة وتقدماً في الصناعة
===============================================

أراد قاضي البدو أن يستحلف الخصم فقال: هو لا يبالي بالحلف، فقال: احمله على حلف لا يستجري عليه، فقال: جعل الله نومك نغصاً، وطعامك غصصاً، ومشيك رقصاً، وسلخك برصاً، وقطعك حصصاً، وملأ عينيك رمصاً، وأدخلك قفصاً، وابتلاك بهذه العصا. فأبى أن يحلف وأذعن للحق.

واتابيات

ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ
---------------
واتسابيات

ﺍﻟﺤﺒﺎﻝ ﺃﻧﻮﺍﻉ :
١ . ﺃﻧﻔﻌﻬﺎ : ﺍﻟﺤﺒﻞ ﺍﻟﺴﺮّﻱ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺣﻴًّﺎ .
٢ . ﻭﺃﺷﻨﻌﻬﺎ : ﺣﺒﻞ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻳﻮﻗﻒ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ .
٣ . ﻭﺃﺭﻗﻬﺎ : ﺣﺒﻞ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻳُﻘﻄﻊ ﺑﻜﻠﻤﺔ .
٤ . ﻭﺃﻗﺼﺮﻫﺎ : ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃ .
٥ . ﻭﺃﻭﺛﻘﻬﺎ : ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﺇﻻ ﺑﺤﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ "
٦ . ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﺎ : ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ."
٧ . ﻭﺃﻗﻮﺍﻫﺎ ﻭﺃﻋﻈﻤﻬﺎ ﻭﺃﺟﻤﻠﻬﺎ : ﺣﺒﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﻘﻄﻊ ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : " ﻭﺍﻋﺘﺼﻤﻮﺍ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﻻ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ ."

الشيخ عبد الرحيم البرعى

________________

من شيوخ الصوفية بالسودان وعليه مآخذ كثيرة من اهل السنة والجماعة
له قصائد تم الغناء بها
ومما جاء فى كتاب "مجاني الأدب في حدائق العرب" للاب لويس شيخو اليسوعى
____________________________________________

قف بالخضوع وناد ربك يا هو ... إن الكريم يجيب من ناداه
واطلب بطاعته رضاه فلم يزل ... بالجود يرضي طالبين رضاه
واسأله مسألةً وفضلاً إنه ... مبسوطتان لسائله يداه
واقصده منقطعاً إليه فكل من ... يرجوه منقطعاً إليه كفاه
شملت لطائفه الخلائق كلها ... ما للخلائق كافل إلا هو
فعزيزها وذليلها وغنيها ... وفقيرها لا يرتجون سواه
ملك تدين له الملوك ويلتجي ... يوم القيامة فقرهم بغناه
هو أول هو آخر هو ظاهر ... هو باطن ليس العيون تراه
حجبته أسرار الجلال فدونه ... تقف الظنون وتخرس الأفواه
صمد بلا كف ولا كيفية ... أبداً فما النظراء والأشباه
شهدت غرائب صنعه بوجوده ... لولاه ما شهدت به لولاه
وإليه أذعنت العقول فآمنت ... بالغيب تؤثر حبها إياه
سبحان من عنت الوجوه لوجهه ... وله سجود أوجه وجباه
طوعاً وكرهاً خاشعين لعزه ... وله عليها الطوع والإكراه
سل عنه دارات الوجود فإنها ... تدعوه معبوداً لها رباه
ما كان يعبد من إله غيره ... والكل تحت القهر وهو إله
أبدى بمحكم صنعه من نطفة ... بشراً سوياً جل من سواه
وبنى السماوات العلى والعرش وال ... كرسي ثم علا الجميع علاه
ودحا بسيط الأرض فرشاً مثبتاً ... بالراسيات وبالنبات حلاه
تجري الرياح على اختلاف هبوبها ... عن إذنه والفلك والأمواه
رب رحيم مشفق متعطف ... لا ينتهي بالحصر ما أعطاه
كم نعمة أولى وكم من كربة ... أجلى وكم من مبتلى عافاه
فإذا بليت بغربة أو كربة ... فادع الإله وقل سريعاً يا هو
لا محسن الظن الجميل به يرى ... سوءاً ولا راجيه خاب رجاه
ولحلمه سبحانه يعصى فلم ... يعجل على عبد عصى مولاه
يأتيه معتذراً فيقبل عذره ... كرماً ويغفر عمده وخطاه

__________________________________________

قام الفنان محمد فوزى عليه رحمة الله بغناءها بتصرف
وله ايضا قصيدة اغيب وذو اللطائف لا يغيب

الاثنين، فبراير 22، 2016

منى اليها

قصاصة

ما يزيد عن عشرين عاماً مضت وهذه القصاصة بين اوراقى المخزنة فى قرار مكتبتى اثناء بحثى عن بعض الكتب عثرت على فأهاجت ذكريات ذات شجون .

رسالة مما يعرف بادب الرسائل كتبتها الدكتورة عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطئ " الى صديقتها شاعرة العراق نازك الملائكة " قرارة الموجة " ردا على قصيدتها التى ارسلتها لها والمسماة "العام الجديد" وكان ردها بقصيدة كانت قد كتبتها قبلا في مناجاة لروح زوجها أمين الخولي ونشرتها على صحيفة الاهرام حينها .

حينها عندما قراتها علقت بنفسى واثرت فيها بشدة وكان ديدنى دائما ان احتفظ بمثل هذه القصاصات بعد ان اقوم بلصقها على صفحة بيضاء حفاظا عليها واحتفاظا بها ثم نسيت انى فعلت من تعاقب الايام والليالى .

لم تغادر خاطرى ابدا هذه الرسالة وكنت قد بحثت عنها كثيرا على صفحات الفضاء الالكترونى ولم اجدها بهذه الصيغة ابدا.

وها انا اقوم بتوثيقها الان

_________________________________________

منها إلى , معاً حيث تكون أو حيث أكون , فى بؤس الاغتراب وبؤس التغريب , تجف مآقينا ونستجدى الدموع فنختنق بها , وأذكرها فيلين قلبى , وأبكى لى ولها , فى متاهات الأغتراب ومنافى التغريب .

منه إلىّ معاً وإن لم تدر ما صنعت بنا الأيام والليالى , وأتوه فى الزحام وأهرب من هواجس السهد , فأبكى لى ولها .

_________________________________________

يا عام لا تقرب مساكننا فنحن هنا طيوف

من عالم الأشباح, يُنكرُنا البشر

ويفر منّا الليل والماضي ويجهلنا القدر

ونعيش أشباحًا تطوف

نحن الذين نسير لا ذكرى لنا

لا حلم, لا أشواقُ تُشرق, لا مُنى

آفاق أعيننا رمادْ

تلك البحيرات الرواكدُ في الوجوه الصامتهْ

ولنا الجباه الساكتهْ

لا نبضَ فيها لا اتّقادْ

نحن العراة من الشعور, ذوو الشفاه الباهتهْ

الهاربون من الزمان إلى العدمْ

الجاهلون أسى الندمْ

نحن الذين نعيش في ترف القصورْ

ونَظَلُّ ينقصنا الشعور.

لا ذكرياتْ,

نحيا ولا تدري الحياةْ,

نحيا ولا نشكو, ونجهلُ ما البكاءْ

ما الموت, ما الميلاد, ما معنى السماء

*****

يا عامُ سرْ, هو ذا الطريقْ

يلوي خطاكَ, سدًى نؤمل أن تُفيقْ

نحن الذين لهم عروق من قصبْ

بيضاءُ أو خضراء نحن بلا شعورْ.

الحزن نجهله ونجهل ما الغضب

ما قولُهم إنّ الضمائر قد تثور

ونود لو متنا فترفضنا القبور

ونود لو عرف الزمانْ

يومًا إلينا دربه كالآخرين

لو أننا كنا نؤرخ بالسنين,

لو أننا كنا نقيَّد بالمكانْ

لو أن أبواب القصور الشاهقات

كانت تجيءُ قلوبَنا بسوى الهواء,

لو أننا كنا نسير مع الحياةْ

نمشي, نحس, نرى, ننام

وينالنا ثلج الشتاءْ

ويلفُّ جبْهَتَنا الظلام

أواه لو كنا نحسّ كما يحس الآخرونْ

وتنالنا الأسقام أحيانًا وينهشنا الألم

لو أنَّ ذكرَى أو رجاء أو ندم

يومًا تسدُّ على بلادتنا السبيلْ

لو أننا نخشى الجنونْ

ويثيرُ وحشَتنا السكون

لو أن راحتنا يعكّرها رحيل

أو صدمة أو حزن حب مستحيل.

أواه لو كنا نموت كما يموت الآخرونْ

----------------------------------------- نازك الملائكة ( قرارة الموجة )

_______________________________________

ومنى إليها , معا حيث تكون أو حيث أكون , على نأى الديار وبعد المزار , نتجلد لما بنا , فيلتبس التجلد بالتبلد , ونجتر شجونا وأسانا , وبنا فزع من بلادة الحس وصدأ الضمير , ونكتم مواجعنا , وبنا رعب من صم المواساة وعقوق الأهل والأصحاب , فى زمان كئيب بليد .

منى إليها , لعلها تذكر ايامنا الخوالى , على ضفاف دجلة وربوع بغداد الغاليات , على شط النيل وعند ملتقاه بالبحر فى رأس البر, تجتلى ر}انا فى مسامر ليالينا الساهرات , على ايقاع الموج ومواويل السمار.

منى اليها معا حيث نكون , لعلها تاسى لماض لن يعود , ويشجيها هيام الأطياف بين أطلال عالمى المنهار , فتبكى لى ولها .....

_____________________________________________

لا تَخلْ أنَّا على بُعد المزارْ

قد سلونا أو نَسينا عهْدنا

أو غَفونا بين ليل أو نَهار

نُنشِد الصبر ونأسو جُرْحَنا

أو تَعِبنا من سُهَاد وعَذابْ

فالتَمسْنا مهرنا من بؤسنا

أو مَللنا من ضَياع أو سَراب

فابتغينا راحةً في يأسِنا

♦♦♦♦

لا تَخلْ أنَّا على مَرِّ الزمان

قد عَرانا الضيقُ من أطلالِنا

أو عيينا ببقايا من دِمَن

لا تَنِي تبكي على ماضٍ لنا

سائلات في وجومٍ وشجن

أين مَغنانا الذي كان هنا؟

♦♦♦♦

ما دَرتْ تلك البقايا أنها

رجَّعت فينا صدى أشجانِنا

هل درت أنَّا حُطام بينها؟

لا ترى فيه سوى أشلائنا

♦♦♦♦

قد يرانا يومنا كالناس إن مشى

ما علينا من خُطانا؛

أو يرانا ليلنا كالناس نأوي

وأَسانا قد طوانا

ربما نلعَقُ من جوعٍ طعامًا

والشجى سدٌّ لَهانا

ربما نَجرع في القَيظ شرابًا

والجوى يكوي حَشانا

ربما نأخذ في لغوِ حديثٍ

ما نراه قد عَنانا،

ربما نَلبَس للناس قِناعًا

ساترًا عنهم أَسانا

ربما جثتْ بنا أشواقنا

فكتَمْنا ما بنا عمن سِوانا

ربما استنْفَد دمعًا شجْونا

فانكفأنا نَصطلي جمرًا كَوانا

♦♦♦♦

غير أنَّا ما سلونا ما نسينا

وإلى طيفك تَحدونا خُطانا ورؤانا

---------------------------------------------- بنت الشاطـــــــئ

الأربعاء، فبراير 17، 2016

مقام النبى صلى الله عليه وسلم

 

12715241_806699662786794_5139648108992035800_n_

____________________________________________________________

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) الاحزاب

___________________________________________________________

- كان أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم يوقرونه اعظم ما يكون التوقير ومما يذكر على سبيل المثال للحصر حيث لا يتسع المقام اذ يحتاج الى مجلدات ومجلدات:

- فعن أنس رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاءوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيها"

- وعنه رضي الله عنه قال: "لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل".

- كما جعل عروة رضي الله عنه ذات يوم يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، فقال: "فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدَلَك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له"، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: "أي قوم والله، لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا"

- ومن توقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم: فقد كان إذا تحدث الواحد منهم مع النبي صلى الله عليه وسلم أخذته هيبة عظيمة، حتى بلغ أنهم يقرعون بابه إن أرادوه بالأظافر، وما كانوا يرفعون أصواتهم بحضرته صلى الله عليه وسلم، ومن كان جهوري الصوت منهم جاهد نفسه على خفض صوته .

=====================================================

- ما دفعنى لكتابة هذا المقال هو ما دفعنى لكتابة سابقيه بسبب مما رايته وقراته على صفحات التواصل الاجتماعى :

- فبعد الكذب والادعاء على رسول الله انه كان قارئا كاتبا وهو ما قمنا بافراد مقال له .

- وبعد الكذب على رسول الله بوضع احاديث مكذوبة على لسانه وهو ما افردنا له مقالا اخر .

- أرى منوالا جديدا نبهنى اليه وحذرنى منه ما يحدث من هجمة شرسة على سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ولست بحسن الظن حين تناول ما يمس رسولنا الكريم عليه افضل الصلوات والتسليم ووهو ما اتعرض له في هذا المقال حين رايت ما يمس مقام نبينا العظيم عند ذكر اسمه مجردا مما يلزم نهجه حين التعرض لذكره صلى الله عليه وسلم تادبا معه كما يمس مقامه صلى الله عليه وسلم عند إقرانه بأفعال بسيطة لا تتناسب مع عظمته والذى عجزت المكتبة الإسلامية وغير الإسلامية عن احتواء سيرته العطرة .

- اننى أرى ان التعرض لذكر رسولنا الكريم فى محاولة للتاسى به بطريقة تشابه ما يتم تناوله في ملصقات التنمية البشرية للنهى عن الفعل والامر بالاتباع لهو مما لا يليق بمقامه الكريم ولست اظنه ابدا من قبيل المصادفة ولا اظنه داعيا لحسن الظن .

- لان قال قائل ان التطور يفرض علينا ان نبتكر اساليبا جديدة واشياء من هذا القبيل فاننى لا اجد افضل مما قاله الامام مالك ردا عليه :(لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها) والذى لا اظنه ابدا يكون بانتقاص مقام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

- كنت اضع رايى دائما في نهاية المقال ولكن نظرا لطوله وقصر المقام عن تناول الموضوع بكامله فاننى أحببت ان يكون رايى ظاهرا في البداية لايضاح السبب الداعى لكتابة هذا المقال ثم اعقبته بما يؤيد هذا الراى في ظنى ومن شاء فليستكمل .

- واننى ارجو من الله ان يكون مقالى هذا - بالرغم من قلة قارئيه - خالصا لوجه الله الكريم وان يغفر لى ما اخطات وما قصرت راجيا شفاعة رسوله الكريم حينالقاه -"اسئل الله" - على الحوض باذن ربى وكرمه وفضله .

=====================================================

- قال تعالى في كتابه العزيز :

(لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ( 63 ) ) سورة النور

وقد جاء في تفسير البغوى – كمثال – للاية ما يلى :

قال ابن عباس رضي الله عنهما : يقول احذروا دعاء الرسول عليكم إذا أسخطتموه ، فإن دعاءه موجب لنزول البلاء بكم ليس كدعاء غيره وقال مجاهد وقتادة : لا تدعوه باسمه كما يدعو بعضكم بعضا : يا محمد ، يا عبد الله ، ولكن فخموه وشرفوه ، فقولوا : يا نبي الله ، يا رسول الله ، في لين وتواضع .

ففسرها مرة عن قول ابن عباس ان المقصود هنا هو دعاء النبى لو دعا عليكم

ثم فسرها من قول مجاهد وقتادة بدعائكم بمعنى حديثكم

واذا حملت الاية معنين فان هذا يعنى ان كلا المعنيين صحيح

وقد قال الله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) (الفتح:8،9)

وقال تعالى: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: 157].

قال المبرد:( وَتُعَزِّرُوهُ): ((تبالغوا في تعظيمه))،

ونهى عن التقدم بين يديه بالقول وسوء الأدب بسبقه بالكلام، فقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ) في إهمال حقه، وتضييع حرمته (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

وقال جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ، إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (الحجرات:1-4)،

وقال تعالى

( وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) الإسراء/79 .

وقد جاء في كتاب المنهاج في شعب الايمان للحليمى ( 124 – 125 )

وايده البيهقى في كتابه الجامع لشعب الايمان ( 302-303 )

(فمعلوم أن حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل, وأعظم, وأكرم, وألزم لنا, وأوجب علينا من حقوق السادات على مماليكهم, والآباء على أولادهم, لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة، وعصم به لنا أرواحنا, وأبداننا, وأعراضنا, وأموالنا, وأهلينا, وأولادنا في العاجلة، فهدانا به لما إذا أطعناه فيه أدانا إلى جنات النعيم. فأية نعمة توازي هذه النعم, وأية منة تداني هذه المنن. ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعته، وتوعدنا على معصيته بالنار. ووعدنا باتباعه الجنة. فأي رتبة تضاهي هذه الرتبة، وأي درجة تساوي في العلا هذه الدرجة. فحق علينا أن نحبه, ونجله, ونعظمه, ونهابه أكثر من إجلال كل عبد سيده, وكل ولد والده. وبمثل هذا نطق القرآن, ووردت أوامر الله جل ثناؤه) .

خص الله نبيه بالمخاطبة بما يليق به، فنهى أن يقولوا: يا محمد, أو يا أحمد، أو يا أبا القاسم، ولكن يقولوا: يا رسول الله، يا نبي الله, وكيف لا يخاطبونه بذلك، والله سبحانه أكرمه في مخاطبته إياه بما لم يكرم به أحداً من الأنبياء، فلم يدعه باسمه في القرآن قط

ل يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا [الأحزاب: 28

] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ [الأحزاب: 50

] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ [الأحزاب: 1

] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [الأحزاب: 45

] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ [الطلاق: 1

] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم: 1

] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ [المائدة: 67

] يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ [المزمل: 1-2

] يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ [المدثر: 1-2

] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ [الأنفال: 64

] مع أنه سبحانه قال: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ [البقرة: 35] قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ [البقرة: 33] يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ [هود: 46] يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا [هود: 76] يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ[الأعراف: 144] يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ [ص: 26] يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ[المائدة: 110

ولم يخاطبه باسمه قط في القرءان الكريم الا في مقام الاخبار

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب: 40] وقال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً [الفتح:29] وقال: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ [آل عمران: 144] وقال: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ [محمد: 2].

والفرق بين مقام المخاطبة ومقام الإخبار فرق ثابت بالشرع والعقل

ومن الجلى في الايات ان الله حرم في كتابه العزيز ما يلى :

أولاً: أنه حرم التقدم بين يديه بالكلام حتى يأذن، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ.

ثانياً: أنه حرم رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم وأن يجهر له بالكلام كما يجهر الرجل للرجل فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات: 2].

ثالثا : انه نهي عن الجهر له بالقول كما يجهر الرجل لمخاطبة من عداه، بل يخاطب بسكينة, ووقار, وتعظيم، ولهذا قال تبارك وتعالى: وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ كما قال: لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً.

رابعا : نهى الله سبحانه وتعالى للمؤمنين عن أن يعاملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوسع في الانبساط والاسترسال كما يعامل من لا يهاب ولا يتقى، فيدخل بيته بغير إذنه إذا دعاهم إلى طعام لم ينضج، وأحاطوا به منتظرين إدراكه, وإذا حضر الطعام ودخلوا وطعموا لزموا مجالسهم مستأنسين بالمحادثة، وأخبرهم أن ذلك منهي عنه، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تأذى منه ويستحى أن يكلمهم، كما أدبهم فيما ينبغي عليهم تجاه معاملتهم مع أزواجه صلى الله عليه وسلم, وهذا كله مما يدل على ماله صلى الله عليه وسلم من التعظيم, والاحترام.

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب: 53].

خامسا : امرنا الله سبحانه وتعالى بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب: 56].

سادسا : الله تعالى من تعظيمه لنبيه صلى الله عليه وسلم حفظ له كرامته, وصان له حقه, ففرق بين أذاه وأذى المؤمنين، فأوجب على من آذى النبي صلى الله عليه وسلم اللعن والطرد من رحمته, وهذا حكم على من آذاه بالكفر, وفي الآخرة له العذاب المهين ومصيره إلى جهنم وبئس المصير. بينما حكم على من آذى المؤمنين بالبهتان والإثم, والفرق يين الحكمين ناتج عن الفرق بين حق النبي صلى الله عليه وسلم وحق غيره.

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً [الأحزاب: 57-58]

المصادر :

__________________

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1245&idto=1245&bk_no=51&ID=1252

- http://www.dorar.net/enc/aqadia/379

- https://islamqa.info/ar/83417

-http://www.alquatan.ma/Article.aspx?C=5596

الثلاثاء، فبراير 16، 2016

عيد الحب

عيد الحب هابى فلانتين :
_________________

حد يقولى يا كابتن احمد انت جايب الكلام المكتوب دا منين هقولوا جبته من صفحة بتابعها مش مهم اسمها ايه ولكن تقريبا كدة والله اعلم اعضائها ملاحدة وبينشروا كتب ممنوعة وانا اموت فى الممنوع بصراحة واهو المعرفة متخسرش بشروطها التى ليس ها هنا مجالها .
ولكن بغض النظر عن صحته لكن بصراحة شكله راكب على بعضه وجاى على هوايا .
ما سياتى اظنه صادم لاى شخص مسلم وهابى فلان طين وخد عندك
=======================================
عيد الذئبة
_______
عيد الحب لوبركاريا (اظنه يقصد Lupercalia_ لوبركيليا )
وعلى عهدة كاتبه
____________________________________________________

لقد اقترب “14” فبراير، عيد الذئبة، فكل عام وكل العاشقين بخير..

وكما يليق بعاشقة، ومن أجل أن تكتمل طقوس هذا العيد، يجب أن ألا تبخل أنثي في هذا اليوم علي حبيبها ولو بالقليل مما يسيل أو يتهيأ للسيلان من مجري الحليب المعتم، والعهدة علي “نزار قباني” في مجري الحليب المعتم هذه، فهو بوصفه أحد أنبياء العاشقين ابنُ بجدتها، أكره كلمة “ابن بجدتها” هذه لأنها تذكرني برائحة الصحراء وبول البعير!

قلت، علي كل أنثي أن تكون في هذا اليوم أمَّاً لطفلٍ كبير، وإلا فلا داعي للاحتفال بعيد الحبِّ أصلاً، ذلك لأنَّ الرضاعة هي جوهر هذا العيد الوثنيِّ قبل أن تسطو عليه الكنيسة، إنه عيد “لوبركيليا” الرومانيُّ، والمرتبط ارتباطاً وثيقاً بتأسيس مدينة “روما”، قبل ميلاد المسيحية بـ 800 سنة تقريبًا علي يد الأخوين “رومولوس” و “ريموس” ابني “مارس” إله الحرب، هذين رضعا كما يقول الرومان في أساطيرهم مِن ذئبةٍ وجدتهما علي ضفة نهر التيبر، وهي “لوبا”، أو “Lupa”، مفردة لاتينية جمعها Lupae””..

كرنفال كبير كان يرجُّ مدينة “روما”، وكان الرومان يواظبون علي إحياءه لضمان الخصوبة وطرد الشر، بعض طقوس هذه الاحتفالات الوطنية غريب، لكن غرابتها لا تتناسب مع منطق تلك الأيام الخوالي فحسب، بل تشبه إلي حد بعيد بعض الطقوس الحية في أطراف مصر حتي يومنا هذا، فما زال الريفيون يستبشرون خيراً بالهدهد والضفدعة، وما زالوا يثقبون عيون عرائسَ من الورق لرد الحسد!

في ذلك اليوم، كان العذراوات المحتفلات يأتين بكعكٍ مقدس من حصاد حبوب السنة الماضية إلى شجرة تين بصحبة شابّين عاريين تمامًا، ثم يذبحون كلباً، وهو رمز للنقاء، وعنزة، وهي رمز للخصوبة في المكان، ثم يقوم الشابان بدهن جسديهما بالدماء الحيوانية المختلطة، وهذا هو المصدر الجذري لغلبة اللون الأحمر علي رمزية Valentine’s Day، تلطِّخ جبهتي الشابين بالدماء ثم تُمسَحان بعد ذلك بالصوف وتُغسلان باللبن، ثم يتقدمان الموكب الاحتفالي انطلاقاً من “لوبيركالي” في جولة بمدينة “روما” ومعهما قطعتان من الجلد يلطخان بهما كلَّ من صادفهما، وكان نساء “روما” يتعرضن لتلك اللطمات بصدور مكتنزة مسرورات لاعتقادهن بأنها تمنع العقم وتشفيه!

اعتبرت الكنيسة فيما بعد طقوس عيد “لوبركيليا” هرطقة وردة عن المسيحية القويمة، وأصدر القديس “بوب جيلاسيوس” سنة “496” ميلادية أمرًا باستبدال اسم العيد واختار القديس “valentine”، شفيع العاشقين اسمًا لهذا العيد..

من الجدير بالذكر، أن بعض علماء الاثار زعموا مؤخرًا أنهم عثروا على تجويف أرضى تزينه أصدافٌ بحرية وفسيفساء قرب أطلال قصر الإمبراطور “أوغسطين” عند تل “بالاتين”، ورجحوا أن يكون الكهف هو مكان العبادة المفقود منذ زمن بعيد والمعروف باسم “لوبيركالي”! في ذلك الوقت، قال وزير ثقافة إيطاليا “فرانشيسكو روتيلي” مزهوًا بهذا

الاكتشاف:

– ربما يكون من المعقول أن يعتبر هذا المكان شاهدًا على أسطورة “روما” وهى واحدة من أكثر الاساطير المعروفة في العالم، الكهف الاسطوري الذي ارضعت فيه أنثى ذئب “رومولوس” و “ريموس” لتنقذهما من الموت!

أي كلام تريد مني بعد هذا الاكتشاف المزعوم عن شفيع العاشقين القديس “valentine”؟

النقطة الدالة في هذا الإتجاه، هي انعدام الصلة بين الكنيسة والحب تمامًا، ذلك أنها أكبر منظمة إرهابية في تاريخ الإنسانية قبل أن يُقلِّمَ الزمان قسرًا أظافرها المتسخة بأرواح وأحلام ضحاياها، وقبل أن تستعيد “روما“ وثنيتها، وتنسحب المسيحية إلي ركنها نحيفة وبائسة؟

بعيدًا عن التعبير المجاني “الله محبة“، وبعيدًا عن الأساطير، سيبقي أشهر ما التقطته ذاكرة التاريخ عن علاقة أحد القديسين بحادث حقيقي هو مذبحة القديس “بارثولوميو”، عندما ترددت في كل أرجاء مدينة “باريس” الصيحة المتفق عليها بين الكاثوليك: اقتل ، اقتل، في الشهر الثامن من العام “1572” الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ولم تنطفئ شهوتهم للقتل حتي أزهقوا روح “100” ألف بروتستانتي، مسيحيٌّون أيضًا لكنهم ينظرون إلي المسيحية من زاوية أخري!

من أطرف ما يتعلق بتفاصيل هذه الحادثة أن نباتاً كان ينمو في ضواحي “باريس” تصادف وأن أزهر في غير موسمه بالتزامن مع تلك المذبحة الرهيبة، فظنها الكاثوليك معجزة وإشارة من السماء بمباركة الإقصاء، فدق الرهبان أجراس الكنائس ليشعلوا مجدداً في الصدور إيقاعات الشهوة المقدسة للمزيد من القتل المبارك!

ثمة فرضيات أخري حول جذور هذا العيد لا ينتابني شك في أن للكنيسة فيها أثر ليس من الصعب اكتشافه، ذلك لأن رواية تقول أن الإمبراطور “كلوديوس” حين أمر الجنود بعدم الزاوج اعترض القديس “valentine” على ذلك الأمر، وسُجن بسبب اعتراضه وعذب، ثم أن ابنة السجان كانت عمياء فأحضرها أبوها إليه، وحدث كما يحدث علي الدوام في كل الأساطير، عالجها وشفيت على يديه ووقعت في غرامه، وقبل إعدامه أرسل إليها بطاقة كتب فيها:

“من المخلص valentine”!

تزعم الرواية أن هذه الأسطورة حدثت في “14” فبراير عام “270” ميلادية، ومنذ ذلك الوقت، صارت البطاقة عنواناً لعيد الحب، تزييناً لذكري ذلك القديس المخلص، ولأن المحكوم عليه بالإعدام يرتدي زيِّاً أحمر، صار اللون الأحمر رمزًا لعيد الحب!

رواية سخيفة وسطحية كما هو شديد الوضوح، لسنا أغبياء إلي هذا الحد، وثمة رواية أخري تقول أن “كلوديوس”، كان وثنيِّاً أراد “valentine” أن يستدرجه إلي حظيرة المسيح، فغضب منه وسجنه وعذبه، ثم أمر بإعدامه في منتصف فبراير، ما علاقة هذا بعيد الحب؟ لا أحد يدري..

الغريب أن الكنيسة نفسها لا تعرف بالتحديد من هو “valentine”، وهذا سبب وجيه للريبة في الموضوع برمته، غير أن العديدين من قتلي الاضطهاد في عصور المسيحية الاولى حملوا اسم “valentine”، بلغ عددهم في بعض الروايات 13 “valentine”، لكن الذين يُحتفل بعيدهم فى “14” فبراير، هم:

القديس “valentine” أسقف “روما”، قتل حوالي “269” ميلادية، ودفن في “فلامينيا فيا” ورفاته موجودة في كنيسة القديس “براكسيد” في “روما” وفي كنيسة الكرمليت الموجودة في شارع “وايتفرير” في “دبلن” بـ “أيرلندا”..

والقديس “valentine” أسقف “تورني” حوالي سنة “197”، يقال إنه قتل خلال الاضطهاد تحت حكم الإمبراطور “أورليان” وهو أيضا دفن في “فلامينيا فيا”، ولكن في مكان مختلف عن مكان “valentine” أسقف “روما”، ورفاته موجودة فى “بازيليكا” فى مدينة “تيرنى”!

بالإضافة إلي قديس ثالث حمل نفس الاسم ذكر علي استحياء فى سير القديسين تحت هذا التاريخ فى عصور المسيحية الأولى، قتل في “إفريقيا” مع عدد من رفاقه، ولا شيء غير ذلك معروف عنه!

هذا الخلل في الروايات، وهذا الإسراف في تضارب مؤرخي الكنيسة حول شخصية القديس “valentine” يجعل الأسطورة تفرغ نفسها، ويؤكد أن العيد هو عيد الذئبة، أو.. عيد “لوبركيليا”..

وكما يقول “تشوسر” الشاعر، أول من ربط بين “عيد الذئبة” والحب:

وفي يوم عيد القديس “valentine”، حين يأتي كل طائر بحثاً عن وليف له!

يجب علي كل العاشقين أن يستغلوا هذا اليوم المبارك لتفجير كل نزواتهم، فالحياة أقصر من أن نبذِّرَها في كبح الرغبات المحتجزة، إني للعاشقين ناصح أمين!

وأنهي كلامي هذا من أجل البائسين والبائسات، باقتراح ضروري..

لماذا لا يكون لنا كما للكوريين عيد “اليوم الأسود” في “14” أبريل من كل عام، يجتمع فيه للحداد كل الذين لم يمكنهم الزمان وأشياء الجمال من ادخار وليف ليوم كيوم “عيد الذئبة ”؟

صورة ‏‎Esprimo Fuji‎‏.754px-Circle_of_Adam_Elsheimer_The_Lupercalian_Festival_in_Rome

الأربعاء، فبراير 10، 2016

رسالة

رسالة

 

حاولت ان اكتب هذه الرسالة من قبل على غير النسق الذى سارت به الاحداث وجرت به المقادير.

لكن أمورا حدثت وأحوالا تبدلت وما عاد لنا مما كان الا الذكرى التي قد ترجع او ربما لا تعود.

فما كان فى ازدياد واطراد بات فى انتقاص واضمحلال .

وماكان سهلا يسيرا لربما اصبح عسير المنال .

حاولت كثيرا ان تكون رسالتى وفقا لما اتمنى وارجو ,,, ولكنها الرياح تجرى بما لا تشتهى السفن .

اذ ان الجنات والانهار –التى قد كنت ارجو - قد اضحت الان صحراءا مدلهمة وارضا يباب .

انه القدر .

انه القدر الذى يسيرنا ....

القدر الذى يسيرنا فلا نملك الا ان نسير ورائه مقتفين خطاه لا خيرة لنا فيما نقدم عليه او نحجم عنه .

انه القدر ....

هل ما كان منى هو احجاما عن كتابة رسالتى حتى ترى النور؟ ام هو اقداماً على عدم كتابة سطورها ابدا ؟

اياً ما كان فلم يقدر لها ان تظهر الى الوجود ولا ترى اليه من سبيل وفقا لما احب وارضى عندما كان ظهورها حينها امرا منطقيا وعملا سهلا يسيرا ,

ولكن هل يجدى ظهورها الان على ما هى عليه بعد تبدل الحال ؟؟؟؟

حبيبتى…..

نعم حبيبتى فلازال حبك لم ينتقص في قلبى قيد انملة .

كان يجب على ان ابعث اليك برسالتى حينها ولكننى احجمت او بالاحرى لم يخطر لى كتابتها فضلاً عن ارسالها على بال .

كان يجب على ارسالها اذ لو قد فعلت لربما كان قد تغير الحال .

اما وهو ما لم يتم فلست اظن ان رسالتى الان على هذه الشاكلة وعلى هذا المنوال قد تجدى نفعا او تعيد ما ولى وراح .

ولكنها فكرة طرأت حين عن علينا اللقاء وبات دربا من دروب المستحيل او محضا من خيال .

حبيبتى….

اه من كلمة حبيبتى .

هل حقا انقضى ما كان ؟ هل حقا ولى ولن يعود ؟ هل افترقنا يقينا ؟

ابدا لا اظن .

كنت المح فى عينيك ما تريدين قوله ولا شك عندى انك كنت تلمحين , كنت على يقين من ان كلينا يعرف مايدور يقيناً فى خلد الأخر وما يجرى فى خاطره حين تلتقى عينانا ككتاب مفتوح .

كان كلانا يعرف ان كلينا يعرف !!!

ولكن …. ما الذى دفعنا الى هذا السبيل ؟

انه انا ولا شك .

فكرت مرارا ان اصلح ما جرى .... ولكننى احجمت ؟

حتى حينما كان يستبد بى الاشتياق ويقتلنى الحنين لم يخطرلى ابدا على بال ان ابعث اليك برسالة افسر لك فيها ما الذى دفعنى الى ما قمت به ؟

ما الذى يدفعنى الان الى كتابة رسالتى هذه ؟... لماذا الان ؟

هذا ما أحاول معرفته والاطلاع على أسبابه ......

ربما هى البدايات…البدايات التى تقود النهايات.

على ان بداياتنا معا ما كان لاى مطلع عليها ان يقدر لها انها ستنتهى بنا الى هاتيك النهايات .

كانت هذه البدايات تختلف عن اية بدايات , فلم آلت الى ما آلت اليه ؟

حاولت ان اعرف لماذا…وكيف …. وما علة ما ابتدا …. وما علة ما صار؟؟؟؟؟

كانت تجول فى خاطرى الامال وتدور براسى الامنيات على ان واقعنا كان قد فاق كل الامانىَ والامال !

كان الواقع ذاته هو الحلم البعيد المنال .

لا ادرى كيف يفوق الواقع ما كنا نتمناه ثم تكون امانينا هى منتهى الطلب ومستقر الامال ؟؟؟

لم يكون الادنى هو منتهى الطلب والرجاء ؟؟؟؟؟

ليتنى اخترت الواقع وتشبثت بتلابيبه فلم يتفلت منى كما تفلت لاكون جالسا بعد ما يربو عن خمس وعشرين عاما آسى عليه واهفو الى لحظة عابرة من ايامه او لياليه....

بعد افتراقنا وسيرى فى طريقى الذى اخترت ....ادركت حينها ما راح منى وما اضعت بيدى ...........

ادركت الى اى مدى حطمت نفسى بيداى وكيف حكمت عليها بطول الشقاء

في كل التفاتة منى كنت اراك بعيدة على المدى تقولين لى هل تعرف ما قد خسرت ؟

حينما كان يخفق قلبى كنت اسمع صوتك في دقاته تقولين لى هل هدات أوارتحت؟

حينما كنت اغفوا كان طيفك يلازمنى فاذرف دموعى ساكنات لتمزق نياط قلبى وتقطع اوصاله .

ربما لو قدر لنا ان نفترق بغير هذه الطريقة او ربما حتى لم نفترق ما كان ابدا سيصل حبى لك الى هذه الدرجة من الجنون المقترن بالياس .

نعم هذا ما كان طيلة كل هذه السنين .

ولكنه القدر.....

القدر الذى يسيرنا لنكون ما نحن عليه الان كى اجلس وحدى لكتابة رسالتى هذه و التى انقضى من زمانها ما أوشك ان يقارب ربع قرن من الزمان.

لماذا الان اكتب مثل هذه الكلمات وقد فات اوانها وراح ؟ لماذا اقضى فيما لا يفيد؟

لعله اليأس وانقطاع الامل عن لقاء جديد ظل يراودنى هاجسه طيلة هذه الاعوام والسنين بل حتى انه لو حدث فان زماننا قد انقضى وراح .

لعله العبء الثقيل المحمل به كاهلى يرجو ان ينزاح عنى فانسى وارتاح .

لعله قلبى الذى ما عاد قادرا على الصمود .

مضى زمانا كنت اقول لنفسى يالتنى كتبت لها رسالة واتمنى , وأتمنى , ولكن هيهات , هيهات فليس بالامانى يعود ما مضى وولى وليس بالامانى تسكن الام الجراح .

بيد انى فكرت ان اكتب رسالتى بعد فوات اوانها لعل عقلى المنهك يهدأ او يسكن أسى قلبى الملتاع ..

كتبتها مرارا ومزقتها مرارا , ونسيتها مرارا , احجمت سنينا لا ادرى لها فى حسابى عدا

احجمت حين كنت قادرا على الاحجام

احجمت كى ادفن خاطرات نفسى ولواعج اساها

انها آفتى واكبر مسببات المى

دائما وابدا كنت ادفن احاسيسى واكتم مشاعرى , دائما وابدا اكره ان يطلع احد على خافيات نفسى او يقرأ فى عيناى شواهد الضعف و الانكسار.

فكنت اخفى ما يجول بخواطرى حتى عن نفسى ............

كانت لى القدرة على حذف احداث ومشاهد كاملة من اعماق اعماق نفسى فلا اذكرها او تمر لى بخاطر

كانت تلك طريقتى ومنهجى ومنوالى

كنت احسب اننى بهذا اكون فوق كل ما ينغص عيشى او يكدر لى حال

ولكن....عجزت امام ذكراك ان امحوها او حتى ادعى النسيان , فلم يخلق الناس هكذا والا فلم اعطانا الله قلبا ينبض ليختلج بالمشاعر والاحاسيس .

ودفنت الذكرى فى اعماق اعماقى.. فى سويداء قلبى؟

ولم اكن ادرى ان دفينى ظل حياً..........................

دفينى هذا كان حيا فى مرقده ما يفوق ويربو على خمس وعشرين عاما طوال .

عجبا ,,,,,,,,,,

واى عجب!!!!!

ولم الان اذن ؟ ..... اما كان من الاحرى ان يستسلم هذا الدفين ويقضى ؟.... اما كان من الاجدر به ان يمضى ويذهب الى حيث لا يرجع الذاهبون ....؟؟؟؟

ما اصراره على ان يخرج من مكمنه فى قراره المكين ؟ ما الامل الذى يحذوه فيظل متمسكا باهداب الحياة وتلابيبها ؟؟؟

ما اصراره ليخرج ويقول لى بح بما انت فيه واخرجنى من محبسى؟؟؟

ما الذى دفعنى لاستسلم له و امسك قلمى لاخرج دفينى هذا والذى ظل صراعه للخروج من مكمنه الدفين يمزق احشائى ويفتت صلابتى !!!!

صلابتى ؟؟؟؟ … نعم صلابتى التى كانت هى المحرك والدافع لى ابدا

صلابتى هذه التي يسرت لى قرار الفراق .

لكم كنت احب ان ابقى صلبا لا الين .

صلابة كنت احسبها درعا لى ,,,, كنت اظن ان لى قلبا من الفولاذ ...

لم ادر ابدا ان قلبى الفولاذى هذا يتمزق يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة الا الان .

الان وفقط وانا امسك قلمى لاكتب رسالتى هذه ..........

الان وما بقى الا ساعات معدودات ............

ساعات معدودات لتجرى لى عملية جراحية بالقلب .

الأحد، فبراير 07، 2016

سلْ في الظلامِ أخاكَ البدرَ عن سهري

سلْ في الظلامِ أخاكَ البدرَ عن سهري
( ابن سهل الأندلسي )
_________________________________
سلْ في الظلامِ أخاكَ البدرَ عن سهري
تدري النجومُ كما يدري الورى خبري
أبِيتُ أهتِفُ بالشكوى وأشرَبُ من
دمعي وأنشقُ ريا ذكركَ العطرِ
حتى يخيلَ أني شاربٌ ثملٌ
بين الرياضِ وبين الكأسِ والوتر
من لي به اختلفتْ فيه الملاحة ُ إذ
أومَتْ إلى غيرِهِ إيماءَ مُختَصِر
مُعطَّلٌ فالحُلى مِنه مُحَلأَّة ٌ
تَغنَى الدَّراري عن التقليدِ بالدُّرَر
بخده لفؤادي نسبة ٌ عجبٌ
كِلاهُما، أبداً، يَدمى من النظر
و خالهُ نقطة ٌ من غنجِ مقلتهِ
أتى بها الحُسنُ من آياتِه الكُبَر
جاءت مِن العَين نحوَ الخدّ زائِرة ً
و راقها الوردُ فاستغنتْ عن الصدر
بعضُ المحاسِنِ يهوى بعضَها طرَباً
تأمّلوا كيف هام الغُنجُ بالحَوَر
جرى القضاءُ بأن أشقى عَليكَ وقد
أوتيتَ سؤلك يا موسى على قدر
إن تُقصِني فنِفارٌ جاء من رَشَإ
أو تُضنِني فمُحاقٌ جاء من قمر
قد مِتُّ شوقاً ولكن أدَّعي شَططاً
أني سقيمٌ ومَن للعُميِ بالعَوَر
سأقتضي منكَ حقِّي في القيامة إن
كانت نجومُ السّما تُجزَى عن أ
نا الفقيرُ إلى نَيلٍ تجود بِهِ
لو يطرد الفقرُ بالأسجاعِ والفقرَ
برَّزتُ في النظم لكني أُقصِّرُ عن
شِعرٍ أُعاتِبُ فِيه الليلَ بالقِصَر

الماضى

الماضى

 

نحن نعيش الماضى دائما
الان انتهى بعد لحظة من وقوعه
دائما نحن نعيش ما مضى
افكارنا دائما للوراء
المقال منقول
_________________
" لغز الزمن "
إخوانى و أخواتى الرائعين و الرائعات.
جمعة مباركة، اللهم إحفظ مصرنا و سائر بلاد المسلمين.
مما لفت إنتباهى فى الفترة الأخيرة هو سؤال غالبية الأخوة و الأخوات و خاصةً المنضمين الجدد للمجموعة الراغبين فى تنمية معارفهم حول علوم الطاقة عن كيفية البداية.
- من أين أبدأ لكى أنمى طاقاتى؟
إذا كنت تسأل نفس السؤال، فهذا الموضوع من أجلك.
تتعدد المداخل و البدايات ، لكن الغاية و النتيجة واحدة. و أحب أن أشارككم جميعاً مدخلاً، الذى هو من وجهة نظرى أسرع مدخل لولوج دائرة تطوير الذات.
" إسكات فوضى الأفكار "
لكى تتصل .... إنفصل....
بعض الصمت يولد " ضوضاء داخلية ".
و بعض الصمت يولد " هدوء "، يتبعه " إلهام ".
يجب أن تفرغ كوبك أولاً. أثبتت الدراسات الحديثة أن الإنسان الطبيعى تمر فى رأسه يومياً 60 ألف فكرة يومياً.
- كيف أفرغ كوبى؟
تخيلوا معى الزمن على شكل دائرة. قد يقول أحدكم الأن هذا الكلام غير صحيح، الزمن خط مستقيم يمضى من الماضى إلى الحاضر ثم المستقبل.
أنا الأن و ماعدا ذلك " ذكريات و خيال "، ذكريات من الماضى، و خيالات و سيناريوهات متوقعة حول المستقبل.
غالبية البشر تكون ال 60 ألف فكرة الخاصين بهم تجاربهم السيئة من الماضى، فيسهم ذلك بشكل كبير فى خلق سيناريوهات سوداء حول المستقبل. و الزمن بالنسبة لهؤلاء ينطبق عليه نظرية الخط المستقيم بشكل جزئى تقريباً. يفكرون دائماً فى مخذلات الماضى و يخلقون سيناريوهات سوداء حول المستقبل.
- لكن ( أين الحاضر ) ؟
لو سألت نفسك هذا السؤال، فمرحباً بك.
" اللحظة الحالية هى الحقيقة الوحيدة، إن الماضي تفسير، والمستقبل وهم. إن العالم لا يتحرك عبر الزمن وكأنه خط مستقيم، يمضي من الماضي إلى المستقبل. بل إن الزمن يتحرك من خلالنا وفي داخلنا، في لوالب لا نهاية لها و من خلال حركة الإنسان فى الزمان تتولد الأحداث "
من هنا مدخلنا و من هنا سنمضى لكى نصمت فوضى أفكارنا. هيا بنا نكسر نمط التفكير الذى استعبد البشر على مدار قرون " نظرية أن الزمن خط مستقيم ". فلننظر للأمر من زاوية أخرى.
( أنا أستخدم اللحظة الحالية لتعديل سلبيات الماضى و الاستزادة و التطوير فى إيجابياته فأنشأ بذلك مستقبل أفضل، هكذا فى دوائر لا نهاية لها )
يا من تبحث عن البداية. استوعب تلك الجملة جيداً. فهى السر الجامع.
أنت بذلك قمت بأنشاء مركز عمليات تطوير الذات فى عقلك. تخيل معى لو ان ال 60 الف فكرة خاصتك تمت معالجتهم بتلك الطريقة ( كيف ستكون حياتك ) ؟
هل تدرى ماذا حدث. لقد قمت " بأسكات فوضى الأفكار ". لقد أوقفت ألية عمل العقل. أنا أُعيش " الأن " فقط، و بمجرد أن تأتينى أى " ذكريات سلبية من الماضى " أو " خوف من أشياء تحدث فى المستقبل "، أقوم مباشرة بتعديل " الموجة " إلى " الأن "، أياً كان العمل الذى أقوم به فأنا أقوم به بإتقان و على أكمل وجه. لكى أصنع " مستقبل " أفضل.
أنت بذلك تفرغ كوبك كلياً، ليكون مستعداً لإستقبال كل جديد.
" أكثر الطرق شيوعاً للتمرس على العيش فى اللحظة الحالية "
1 - التأمل.
2 - تجنب العنونة و التصنيف.
--------------------------------
1 - التأمل:
- ما هى الغاية الرئيسية للتأمل؟
إسكات فوضى الأفكار عن طريق إقامة نقطة توازن بين " العقل ، العاطفة ". إن تطابق مشاعرنا المستمر لكل فكرة تومض فى عقلنا هو أفة هذا الزمان. و هو السبب الرئيسى لمعظم أمراض القلب و الصلع و الشيخوخة المبكرة. فما يحدث فى الخارج ليس إلا إنعكاساً لما يحدث فى الداخل.
إسكات فوضى الأفكار يعمل على زيادة فرص إعادة برمجة العقل الباطن لكى يعمل لصالحنا. و تتم برمجة العقل الباطن عن طريق تمارين التخيل. فعلى سبيل المثال: قبل أن أقوم بأى تغيير فى محل عملى أعطى لنفسى يومياً على الأقل 10 دقائق أغمض فيها عينى و أتخيل بأنى أمشى فى محل عملى و أقوم بعمل ما أريد. هذا يعطى طاقة إيجابية عالية و يعمل على زيادة الرغبة فى التغيير. و أحياناً تأتينى الكثير من الأفكار الإبداعية عن طريق التخيل. و يمكنك تطبيق هذا التمرين على أى غرض.
التفكير يعمل لكنه يصبح خارق. فعن طريق إسكات فوضى الأفكار يتم خلق مساحة من التفكير البناء يمكن إستخدامها للتفكير السليم فى موضوع معين.
هناك كورس متكامل عن التأمل مقام حالياً بالمجموعة تحت إشراف الأستاذ الفاضل/ مكسيم خضور ، أنصحكم بمتابعته.
--------------------------------
2 - تجنب العنونة و التصنيف:
كل شخص له مطلق الحرية فى إختيار قناعاته الداخلية. و من خلال أفكارنا حول الأشياء تنشأ المسميات. فعلى سبيل المثال: جهاز الكمبيوتر الذى تستخدمه الأن إسمه ليس " جهاز كمبيوتر ". فهو عبارة عن خلط لمواد بمواصفات معينة، مواد مثل الأسلاك، البلاستيك و الفبر. و معادن مثل الحديد، النحاس، القصدير. و قام المخترع بإطلاق الإسم على إختراعه.
جميع المُعاناة تأتى من الأسماء و الصفات. جميع الاسماء و الصفات دلالات لغوية ، و لكنها لا تعنى الحقيقة ، الكرامة و الحق و العدل قيم مجردة ، كلمات رنانة و عظيمة و تدل على معانٍ و قيمٍ سامية و اصيلة ، لكن للأسف اسىء استخدام هذه الكلمات فى زماننا ، فاللص الجيد نتاج منطق جيد ، و هو تلبيس الامور و تنفيذ ما يريد عن طريق توجيهه بشكل مستتر مع قيمة او معنى مجرد ، هذه هى صيغة الخداع المتداولة هذه الايام ، و من هذا المنطلق تعم حالة من الفوضى الفكرية و التشتت و تدب الخلافات بين ابناء الوطن الواحد ، و مع ازدياد القيم و المعانى المجردة المصابة بالعدوى يزداد التشتت و تزداد حالة الفوضى الفكرية .
ترتبط ألية العنونة فى العقل بثلاث عمليات رئيسية " إستقبال ، مقارنة ، تصنيف " ، و من خلال أفكارنا حول الأشياء تنشأ المسميات أو التصنيفات. و الأمر يعمل بهذه الشاكلة سواء كانت أفكارنا صحيحة و مبنية على أسس منطقية. أو غير صحيحة و مبنية على الأوهام. المسئلة ليس لها علاقة بالذكاء على الإطلاق بل هى طبيعة الله فى الخلقة. مثال للتوضيح:
- رأيت شخصاً ما لأول مرة، و كان إنطباعك الأولى عنه جيد " إستقبال ".
- يتم فتح ملف له فى العقل يحتوى على بياناته و يبدأ العقل أوتوماتيكياً بمقارنة الملف الخاص به بجميع الملفات التى من نفس النوع " مقارنة "
- يتم الربط بين ملف هذا الشخص و ملفات الأشخاص المشابهة لملفه " تصنيف "
لذلك دائماً ما نقول " الإنطباع الأول يدوم ". ففى كل مرة ترى فيها هذا الشخص ستشعر بمشاعر طيبة نحوه و العكس صحيح إذا كان إنطباعك الأولى عنه فى أول لقاء سىء.
- كيف أتجنب العنونة و التصنيف.
ضع نفسك فى وضع المراقب لأفكارك. لا أقصد بذلك أن تتمسك بها. بل دع الشريط يمضى و استمتع بالمشاهدة.
تمرين:
إجلس فى أى جلسة مريحة و يفضل أن يكون الوقت بعد منتصف الليل هذا كبداية بعد التمرس لفترة ستتمكن من القيام بالتمرين فى أو وقت و مكان.
الهدف من ذلك التمرين هو إتقان الإستماع لصوت " السكون ". قد يسأل أحدكم هل للسكون صوت؟.
قم بأغماض عينيك و ركز على تنفسك لمدة 5 دقائق. من المعروف علمياً انه من المستحيل أن تأتيك أى أفكار أثناء التركيز على تنفسك فقط. فى البداية ستحاول الافكار أن تسحب تركيزك، لا تقاوم الأفكار فقط أعد تركيزك الى تنفسك و أتركها تمضى.
بعد الوصول للاسترخاء قم فقط بالاستماع لما حولك من اصوات مع الاستمرار فى التنفس الصحيح " الشهيق من الانف و الزفير من الفم " ، لا تحاول ان تصنف ما تسمعه. فقط استمع.
ستجد العديد من الاستفسارات تمر فى عقلك مثل، إنه صوت الثلاجة، إنه صوت صنبور الماء ينقط، إنه صوت عقارب الساعة. هذا صوت البلبل يغنى. فقط أترك كل ذلك يمضى و استمتع بالاستماع.
مدة التمرين 20 دقيقة، بعد الإنتهاء من التمرين قم بتحريك أطرافك لمدة 10 ثوانى ثم قم بفتح عينيك و قم بتناول كأس من الماء البارد. و استمر على نفس الحالة لمدة 10 دقائق. فقط استمع و لا تقارن و لا تصنف.
بعد فترة من الإنتظام على التمرين ستجد أن عقلك لم يعد بحاجة إلى إستخدام ألية العنونة و التصنيف طوال الوقت و سيقوى إرتباطك باللحظة الحالية و ستزيد قدرتك على التناغم معها.
يمكن الشعور بنتائج ملموسة بعد حوالى اسبوع من الانتظام على التمرين.
---------------------------
بوركتم جميعاً

الخميس، يناير 28، 2016

أمثولة الكهف

 

بقلم: أفلاطونالكهف

سقراط: تخيل رجالا قبعوا في مسكن تحت الأرض على شكل كهف، تطل فتحته على النور، ويليها ممر يوصل إلى الكهف. هناك ظل هؤلاء الناس منذ نعومة أظفارهم، وقد قيدت أرجلهم وأعناقهم بأغلال، بحيث لا يستطيعون التحرك من أماكنهم، و لا رؤية أي شيء سوى ما يقع أمام أنظارهم، إذ تعوقهم الأغلال عن التلفت حولهم برؤوسهم. و من ورائهم تضيء نار اشتعلت عن بعد في موضع عال، وبين النار والسجناء طريق مرتفع. ولتتخيل على طول هذا الطريق جدارا صغيرا، مشابها لتلك الحواجز التي نجدها في مسرج العرائس المتحركة، و التي تخفي اللاعبين وهم يعرضون ألعابهم.
غلوكون: إني لأتخيل ذلك.
سقراط: ولتتصور الآن، على طول الجدار الصغير، رجالا يحملون شتى أنوا ع الأدوات الصناعية، التي تعلو على الجدار. وتشمل أشكالا للناس والحيوانات وغيرها، صنعت من الحجر أو الخشب أو غيرها من المواد. و طبيعي أن يكون بين جملة هذه الأشكال من يتكلم ومن لا يقول شيئا.
غلوكون: إنها حقا لصورة عجيبة، تصف نوعا غريبا من السجناء.
سقراط: إنهم ليشبهوننا. ذلك أولا لأن السجناء في موقعهم هذا لا يرون من أنفسهم ومن جيرانهم شيئا غير الظلال التي تلقيها النار على الجدار المواجه لهم من الكهف، أليس كذلك ؟
غلوكون: وكيف يكون الأمر على خلاف ذلك ما داموا عاجزين طوال حياتهم عن تحريك رؤوسهم ؟
سقراط: كذلك فإنهم لا يرون من الأشياء التي تمر أمامهم إلا القليل.
غلوكون: بلا جدال.
سقراط: وعلى ذلك، فإذا أمكنهم أن يتخاطبوا، ألا تظنهم يعتقدون أن كلماتهم لا تشير إلا إلى ما يرونه من الظلال ؟
غلوكون: هذا ضروري.
سقراط: و إن كان هناك أيضا صدى يتردد من الجدار المواجه لهم، فهلا يظنون، كلما تكلم أحد الذين يمرون من ورائهم، أن الصوت آت من الظل البادي أمامهم ؟
غلوكون: بلا شك.
سقراط: فهؤلاء السجناء إذن لا يعرفون من الحقيقة في كل شيء إلا الأشياء المصنوعة.
غلوكون: لا مفر من ذلك.
سقراط: فلتتأمل الآن ما الذي سيحدث بالطبيعة إذا رفعنا عنهم قيودهم و شفيناهم من جهلهم. فلنفرض أننا أطلقنا سراح واحد من هؤلاء السجناء، وأرغمناه على أن ينهض فجأة، ويدير رأسه، ويسير رافعا عينيه نحو النور.

عندئذ تكون كل حركة من هذه الحركات مؤلمة له، وسوف ينبهر إلى حد يعجز معه عن رؤية الأشياء التي كان يرى ظلا لها من قبل. فما الذي تظنه سيقول، إذا أنبأه أحد بأن ما كان يراه من قبل وهم باطل، وأن رؤيته الآن أدق، لأنه أقرب إلى الحقيقة، ومتجه صوب أشياء أكثر حقيقة ؟ ولنفرض أيضا أننا أريناه مختلف الأشياء التي تمر أمامه، ودفعناه تحت إلحاح أسئلتنا إلى أن يذكر لنا ما هي. ألا تظنه سيشعر بالحيرة، ويعتقد أن الأشياء التي كان يراها من قبل أقرب إلى الحقيقة من تلك التي نريها له الآن ؟
غلوكون: إنها ستبدو أقرب كثيرا إلى الحقيقة.
سقراط: وإذا أرغمناه على أن ينظر إلى نفس الضوء المنبعث عن النار، ألا تظن أن عينيه ستؤلمانه، وأنه سيحاول الهرب و العودة إلى الأشياء التي يمكنه رؤيتها بسهولة. والتي يظن أنها أوضح بالفعل من تلك التي نريه إياها الآن ؟
غلوكون: أعتقد ذلك.
سقراط: و إذا ما اقتدناه رغما عنه و مضينا به في الطريق الصاعد الوعر، فلا نتركه حتى يواجه ضوء الشمس، ألا تظنه سيتألم و سيثور لأنه اقتيد على هذا النحو، بحيث أنه حالما يصل إلى النور تنبهر عيناه من وهجه إلى حد لا يستطيع معه أن يرى أي شيء مما تسميه الآن أشياء حقيقية ؟
غلوكون: إنه لن يستطيع ذلك، على الأقل في بداية الأمر.
فاستطردت قائلا: إنه يحتاج، في الواقع، إلى التعود تدريجيا قبل أن يرى الأشياء في ذلك العالم الأعلى. ففي البداية يكون أسهل الأمور أن يرى الظلال، ثم صور الناس و بقية الأشياء منعكسة على صفحة الماء، ثم الأشياء ذاتها. وبعد ذلك يستطيع أن يرفع عينيه إلى نور النجوم و القمر، فيكون تأمل الأجرام السماوية وقبة السماء ذاتها في الليل أيسر له من تأمل الشمس و وهجها في النهار.
غلوكون: بلا شك.
سقراط: وآخر ما يستطيع أن يتطلع إليه هو الشمس، لا منعكسة على صفحة الماء، أو على جسم آخر، بل كما هي ذاتها، وفي موضعها الخاص.
غلوكون: هذا ضروري.
سقراط: وبعد ذلك، سيبدأ في استنتاج أن الشمس هي أصل الفصول والسنين، وأنها تتحكم في كل ما في العالم المنظور، وأنها، بمعنى ما، علة كل ما كان يراه هو ورفاقه في الكهف.
غلوكون: الواقع أن هذا ما سينتهي إليه بعد كل هذه التجارب.
سقراط: فإذا ما عاد بذاكرته بعد ذلك إلى مسكنه القديم، وما كان فيه من حكمة، وإلى رفاقه السجناء، ألا تظنه سيغتبط لذلك التغير الذي طرأ عليه، و يرثي لحالهم ؟
غلوكون: بكل تأكيد.
سقراط: فإذا ما كانت لديهم عادة إضفاء مظاهر الشرف و التكرم على بعضهم البعض، و منح جوائز لصاحب أقوى عينين ترى الظلال العابرة، و أقوى ذاكرة تستعيد الترتيب الذي تتعاقب به أو تقترن في ظهورها، بحيث يكون تبعا لذلك أقدرهم على أن يستنتج أيها القادم، أتظن أن صاحبنا هذا تتملكه رغبة في هذه الجوائز، أو أنه سيحسد من اكتملت لهم ألقاب الشرف و مظاهر القوة بين أولئك السجناء ؟ ألن يشعر بما شعر به أخيل عند هوميروس، من أنه يّفضل ألف مرة أن يكون على الأرض مجرد خادم أجير عند فلاج فقير و أن يتحمل كل الشرور الممكنة، و لا يعود إلى أوهامه القديمة أو العيش كما كان يعيش من قبل ؟
غلوكون: إني أوافقك على رأيك هذا، فخير له أن يتحمل أي شيء من أن يعود إلى تلك الحياة.
سقراط: فلتتصور أيضا ماذا يحدث لو عاد صاحبنا واحتل مكانه القديم في الكهف، ألن تنطفئ عيناه من الظلمة حين يعود فجأة من الشمس.
غلوكون: بالتأكيد.
سقراط: فإذا كان عليه أن يحكم على هذه الظلال من جديد، و أن ينافس السجناء الذين لم يتحرروا من أغلالهم قط، في الوقت الذي تكون عيناه فيه مازالت معتمة زائغة، وقبل أن تعتاد الظلمة، وهو أمر يحتاج إلى بعض الوقت، ألن يسخروا منه، و يقولوا إنه لم يصعد إلى أعلى إلا لكي يفسد أبصاره، وإن الصعود أمر لا يستحق منا عناء التفكير فيه ؟ فإذا ما حاول أحد أن يحررهم من أغلالهم. ويقودهم إلى أعلى، واستطاعوا أن يضعوا أيديهم عليه، ألن يجهروا عليه بالفعل ؟
غلوكون: أجل بالتأكيد.

والآن، فعلينا، يا عزيزي غلوكون، أن نطبق جميع تفاصيل هذه الصورة على تحليلنا السابق. فالسجن يقابل العالم المنظور، ووهج النار الذي كان ينير السجن يناظر ضوء الشمس، أما رحلة الصعود لرؤية الأشياء في العالم الأعلى فتمثل صعود النفس إلى العالم المعقول. فإذا تصورت هذا فلن تخطى فهم فكرتي، مادام هذا ما تريد أن تعرفه. ولست أدري إن كانت فكرتي هذه صحيحة أم لا، ولكن هذا ما يبدو لي على أية حال، فاخرما يدرك في العالم المعقول بعد عناء شديد هو مثال الخير، ولكن المرء ما أن يدركه، حتى يستنتج حتما انه علة كل ما هو خير وجميل في الأشياء جميعا، وأنه في العالم المنظور هو خالق النور وموزعه، وفي العالم المعقول هو مصدر الحقيقة و العقل. فبدون تأمل هذا المثال لا يستطيع أحد أن يسلك بحكمة، لا في حياته الخاصة ولا في شؤون الدولة.

الأحد، يناير 17، 2016

صالح بن عبد القدوس

صالح بن عبد القدوس :
________________صالح بن عبد القدوس

صالح بن عبدالقدوس من الشعراء الذين قتلهم شعرهم بسبب الزندقة وقيل بسبب تعديه على جناب الرسول الكريم عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار صلاة وسلام
فقد ذكر ابن المعتز في كتابه طبقات الشعراء قال :
أخذ صالح بن عبد القدوس في الزندقة فأدخل على المهدي فلما خاطبه أعجب به لغزارة أدبه وعلمه وبراعته وبما رأى من فصاحته وحسن بيانه وكثرة حكمته فأمر بتخلية سبيله فلما ولّى رده وقال : ألست القائل :
وإن من أدبته في الصبا .. كالعود يسقي الماء في غرسه
حتى تراه مورقاً ناضراً .. من بعد ما أبصرت من يبسه
والشيخ لا يترك أخلاقه .. حتى يواري في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى جهله .. كذي الضنا عاد إلى نكسه

قال نعم يا أمير المؤمنين ، قال : وأنت تترك أخلاقك ؟ ونحن نحكم في نفسك بحكمك ، فأمر به فقتل

كانت لصالح كتب وديوان شعر لم يبق منها أي أثر سوى أبيات متناثرة في طيات الكتب يؤتى بها على سبيل الشاهد أو المثال، وفي الغالب لا يذكر اسم قائلها. ويقال إنه كان له كتاب اسمه {الشكوك}، وله كتاب فيه كلام حسن في الحكمة. وأما شعره فقد جمع منه عباس الترجمان في هذا الكتاب حوالى 400 بيت فيما بعض المصادر يردد أن له أكثر من ألفي بيت شعر. شعره هذا الذي تميز بسلاسة الألفاظ وجزالة التركيب ووضوح المعنى، لا يهتم بالتزويق اللفظي والمحسنات البديعية، كاهتمامه بدقة التعبير عن المعنى الذي يختلج في صدره، فجل مجهوده أن يعكس انطباعاته عن الحياة وما فيها بأمانة ودقة كما يهجسها هو، وقد تخبئ فيه بعض المحسنات عفواً. والذي يقرأ شعره بدقة يدرك بوضوح أنه لم يتكلف بقول الشعر، وإنما يقوله على البديهة. وقد وُصف بحكيم الشعر، وساحر اللفظ وبليغ القلم. وقد كان الطائي يشبه في البديع بصالح بن عبد القدوس في الأمثال.

القصيدة الزينبية لصالح بن عبد القدوس:
_________________________

قصيدة حكمية وزهدية ذات مضامين اخلاقية بإمتياز، قصيدة تميزت بسلاسة الأسلوب ووضوح المعاني مع المحافظة قدر الاماكن على الجزالة والفصاحة وهو أسلوب عرف به الشاعر والمتكلم صالح بن عبد القدوس، هذا الشاعر المخضرم الذي عاصر كلاً من العصرين العباسي والأموي، الشاعر المثير للجدل بين متهم إياه بالزندقة وبين مؤيد له مبرء له من هذه التهمة ورافعه الى درجة الزهاد والعرفاء ولكنه مع ذلك دفع في نهاية المطاف حياته ثمناً لأفكاره

صرمت حبالك بعد وصلك زينب
والدهر فيه تغير وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها
سوداً ورأسك كالثغامة أشيب
وإستنفرت لما رأتك وطالما
كانت تحن الى لقاءك وترغب
وكذاك وصل الغانيات فكأنه
آل ببلقعة وبرق خلب
فَدَع الصِّبا فلقدْ عداكَ زمانُهُ
وازهَدْ فعُمرُكَ مرَّ منهُ الأطيَـبُ
ذهبَ الشبابُ فما له منْ عودةٍ
وأتَى المشيبُ فأينَ منهُ المَهربُ
دَعْ عنكَ ما قد كانَ في زمنِ الصِّبا
واذكُر ذنوبَكَ وابِكها يـا مُذنـبُ
واذكرْ مناقشةَ الحسابِ فإنه
لابَـدَّ يُحصي ما جنيتَ ويَكتُبُ
لم ينسَـهُ الملَكـانِ حيـنَ نسيتَـهُ
بـل أثبتـاهُ وأنـتَ لاهٍ تلعـبُ
والرُّوحُ فيكَ وديعـةٌ أودعتَهـا
ستَردُّها بالرغمِ منكَ وتُسلَـبُ
وغرورُ دنيـاكَ التي تسعى لها
دارٌ حقيقتُهـا متـاعٌ يذهـبُ
والليلُ فاعلـمْ والنهـارُ كلاهمـا
أنفاسُنـا فيهـا تُعـدُّ وتُحسـبُ
وجميعُ مـا خلَّفتَـهُ وجمعتَـهُ
حقاً يَقيناً بعـدَ موتِـكَ يُنهـبُ
تَبَّـاً لـدارٍ لا يـدومُ نعيمُهـا
ومَشيدُها عمّا قليـلٍ يَـخـربُ
فاسمعْ هُديـتَ نصيحةً أولاكَها
بَـرٌّ نَصـوحٌ للأنـامِ مُجـرِّبُ
صَحِبَ الزَّمانَ وأهلَه مُستبصراً
ورأى الأمورَ بما تؤوبُ وتَعقُبُ
لا تأمَنِ الدَّهـرَ فإنـهُ
مـا زالَ قِدْمـاً للرِّجـالِ يُـؤدِّبُ
وعواقِبُ الأيامِ في غَصَّاتِهـا
مَضَضٌ يُـذَلُّ لهُ الأعزُّ الأنْجَـبْ
فعليكَ تقوى اللهِ فالزمْهـا تفـزْ
إنّّ التَّقـيَّ هـوَ البَهـيُّ الأهيَـبُ
واعملْ بطاعتِهِ تنلْ منـهُ الرِّضـا
إن المطيـعَ لـهُ لديـهِ مُقـرَّبُ
واقنعْ ففي بعضِ القناعةِ راحةٌ
واليأسُ ممّا فاتَ فهوَ المَطْلـب
فإذا طَمِعتَ كُسيتَ ثوبَ مذلَّة
فلقدْ كُسيَ ثوبَ المَذلَّةِ أشعبُ
وابـدأْ عَـدوَّكَ بالتحيّـةِ ولتَكُـنْ
منـهُ زمانَـكَ خائفـاً تتـرقَّـبُ
واحـذرهُ إن لاقيتَـهُ مُتَبَسِّمـاً
فالليثُ يبدو نابُـهُ إذْ يغْـضَـبُ
إنَّ العدوُّ وإنْ تقادَمَ عهـدُهُ
فالحقدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَّيبُ
وإذا الصَّديـقٌ لقيتَـهُ مُتملِّقـا
فهـوَ العـدوُّ وحـقُّـهُ يُتجـنَّـبُ
لا خيرَ في ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ
حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ
يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ
وإذا تـوارَى عنكَ فهوَ العقرَبُ
يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً
ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ
وَصِلِ الكرامَ وإنْ رموكَ بجفوةٍ
فالصفحُ عنهمْ بالتَّجاوزِ أصـوَبُ
واخترْ قرينَكَ واصطنعهُ تفاخراً
إنَّ القريـنَ إلى المُقارنِ يُنسبُ
واخفضْ جناحَكَ للأقاربِ كُلِّهـمْ
بتذلُّـلٍ واسمـحْ لهـمْ إن أذنبوا
ودعِ الكَذوبَ فلا يكُنْ لكَ صاحباً
إنَّ الكذوبَ يشيـنُ حُـراً يَصحبُ
وزنِ الكلامَ إذا نطقـتَ ولا تكـنْ
ثرثـارةً فـي كـلِّ نـادٍ تخطُـبُ
واحفظْ لسانَكَ واحترزْ من لفظِهِ
فالمرءُ يَسلَـمُ باللسانِ ويُعطَبُ
والسِّرُّ فاكتمهُ ولا تنطُـقْ بـهِ
إنَّ الزجاجةَ كسرُها لا يُشعَبُ
وكذاكَ سرُّ المرءِ إنْ لـمْ يُطوهِ
نشرتْـهُ ألسنـةٌ تزيـدُ وتكـذِبُ
لا تحرِصَنْ فالحِرصُ ليسَ بزائدٍ
في الرِّزقِ بل يشقى الحريصُ ويتعبُ
ويظلُّ ملهوفـاً يـرومُ تحيّـلاً
والـرِّزقُ ليسَ بحيلةٍ يُستجلَبُ
كم عاجزٍ في الناسِ يأتي رزقُهُ
رغَـداً ويُحـرَمُ كَيِّـسٌ ويُخيَّـبُ
وارعَ الأمانةَ، والخيانةَ فاجتنبْ
واعدِلْ ولاتظلمْ يَطبْ لكَ مكسبُ
وإذا أصابكَ نكبةٌ فاصبـرْ لهـا
مـن ذا رأيـتَ مسلَّماً لا يُنْكبُ
وإذا رُميتَ من الزمانِ بريبـةٍ
أو نالكَ الأمـرُ الأشقُّ الأصعبُ
فاضرعْ لربّك إنه أدنى لمنْ
يدعوهُ من حبلِ الوريدِ وأقربُ
كُنْ ما استطعتَ عن الأنامِ بمعزِلٍ
إنَّ الكثيرَ من الوَرَى لا يُصحبُ
واحذرْ مُصاحبةَ اللئيمِ فإنّهُ
يُعدي كما يُعدي الصحيحَ الأجربُ
واحذرْ من المظلومِ سَهماً صائباً
واعلـمْ بـأنَّ دعـاءَهُ لا يُحجَـبُ
وإذا رأيتَ الرِّزقَ عَزَّ ببلـدةٍ
وخشيتَ فيها أن يضيقَ المذهبُ
فارحلْ فأرضُ اللهِ واسعةَ الفَضَا
طولاً وعَرضاً شرقُهـا والمغرِبُ
فلقدْ نصحتُكَ إنْ قبلتَ نصيحتي
فالنُّصحُ أغلى ما يُباعُ ويُوهَـبُ

الخميس، يناير 07، 2016

قول فى العلم

قول فى العلم :
5

بداية ... العالم يعرف الجاهل لانه كان جاهلا من قبل , أما الجاهل فلا يعرف العالم لانه لم يكن عالما ابدا
_________________________

♦ قال علي بن أبي طالب رضي االله عنه: "كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه ويفرح به إذا نسب إليه وكفى بالجهل ذمأ أن يتبرأ منه من هو فيه"

♦ وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل: يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق، وقال علي أيضا رضي الله عنه: العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه، وقال رضي لله عنه نظماً:

ما الفخرُ إلا لأهلِ العِلْم إنَّهـــم                على الهدى لمن استهدى أدلاَّءُ

وقَدْرُ كلِّ امرىءٍ ما كان يُحْـسِنُه                   والجَاهِلُون لأهْل العلم أعَداءُ

ففُزْ بعلمٍ تَعِشْ حياً به أبــــداً                النَّاسَ موتى وأهلُ العِلْمِ أحْياءُ

♦ وقال أبو الأسود: ليس شيء أعز من العلم، الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: خُيِّر سليمان بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه.

♦ وسئل ابن المبارك: من الناس؟ فقال: العلماء قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد. قيل: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين ولم يجعل غير العالم من الناس لأن الخاصية التي يتميز بها الناس عن سائر البهائم هو العلم؛ فالإنسان إنسان بما هو شريف لأجله، وليس ذلك بقوة شخصه، فإن الجمل أقوى منه، ولا بعظمه فإن الفيل أعظم منه، ولا بشجاعته فإن السبع أشجع منه، ولا بأكله فإن الثور أوسع بطنا منه، ولا ليجامع فإن أخس العصافير أقوى على السفاد منه، بل لم يخلق إلا للعلم.

♦ قال الشافعيُّ : (لَيْسَ العِلْمُ مَا حُفِظَ، إِنَّما العِلْمُ مَا نَفَعَ).

♦ قال سهل التستري: (مَا عُصِيَ اللهُ تعالى بمعصيةٍ أعظمَ مِن الجَهلِ، قيل: فهل تعرِفُ شيئاً أَشَدَّ مِن الجَهلِ؟ قال: نَعَم، الجهلُ بالجهلِ –الجهل المُرَكَّب-؛ لأنَّ الجهلَ بالجهلِ يَسُدُّ بابَ التَّعَلُّمِ بالكُليَّة، فَمَن ظَنَّ بِنَفْسِهِ العِلْمَ كيف يَتَعلَّم؟).
 
♦ قال ابن أبي الدنيا (اعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ أَشْرَفُ مَا رَغَّبَ فِيهِ الرَّاغِبُ، وَأَفْضَلُ مَا طَلَبَ وَجَدَّ فِيهِ الطَّالِبُ، وَأَنْفَعُ مَا كَسَبَهُ وَاقْتَنَاهُ الْكَاسِبُ؛ لِأَنَّ شَرَفَهُ يُثْمِرُ عَلَى صَاحِبِهِ، وَفَضْلَهُ يُنْمِي عَلَى طَالِبِهِ).

♦ قال العلماء: (لَوْ كُنَّا نَطْلُبُ الْعِلْمَ لِنَبْلُغَ غَايَتَهُ كُنَّا قَدْ بَدَأْنَا الْعِلْمَ بِالنَّقِيصَةِ، وَلَكِنَّا نَطْلُبُهُ لِنَنْقُصَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنَ الْجَهْلِ وَنَزْدَادَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنَ العِلْمِ).

♦ قال الشَّعْبِيُّ: (الْعِلْمُ ثَلَاثَةُ أَشْبَارٍ فَمَنْ نَالَ مِنْهُ شِبْرًا شَمَخَ بِأَنْفِهِ وَظَنَّ أَنَّهُ نَالَهُ، وَمَنْ نَالَ الشِّبْرَ الثَّانِيَ صَغُرَتْ إلَيْهِ نَفْسُهُ وَعَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَنَلْهُ، وَأَمَّا الشِّبْرُ الثَّالِثُ فَهَيْهَاتَ لَا يَنَالُهُ أَحَدٌ أَبَدًا).
 
♦ قال عمر رضي الله عنه: (لا تَتَعَلَّمِ العِلْمَ لثلاثٍ ولا تَتْرُكُهُ لِثَلاثٍ.. لا تَتَعَلَّمْهُ لتَتَمارَى بهِ، ولا لِتُبَاهِيَ بهِ، ولا لِتُرَائِيَ بهِ، ولا تَتْرُكْهُ حَياءً مِن طَلَبهِ، ولا زهادةً فيهِ، ولا رضاً بالجهلِ به).

♦ يقول عباس محمود العقاد: (اقرأ كتاباً جيداً ثلاثَ مراتٍ، أنفع لك مِن أن تقرأ ثلاثة كتبٍ جديدةٍ).

♦ قال حكيم: (قليلٌ مِن العلمِ مع العَمل بهِ، أنفعُ مِن كثيرٍ مِن العلمِ مع قِلّة العَمَل بهِ).
 
♦ قال إبراهيم بن أدهم : (مررت بحجرٍ بمكةَ مكتوبٍ عليه: اقلبْني تعتبرْ، فقلبتُه فإذا عليه مكتوبٌ أنت بما تعلمْ لا تَعْملُ فكيفَ تَطْلُب عِلْمَ ما لَا تَعلمُ).
 
♦ قال بعض الحكماء: (مِنَ الْعِلْمِ أَنْ لَا تَتَكَلَّمَ فِيمَا لَا تَعْلَمُ بِكَلَامِ مَنْ يَعْلَمُ فَحَسْبُك جَهْلًا مِنْ عَقْلِك أَنْ تَنْطِقَ بِمَا لَا تَفْهَمُ).

♦ قال ابن المعتز : (الكتابُ وَالِجُ الأبوابِ، جَرِيءٌ على الحجابِ، مُفْهِم لَا يَفْهَم، ونَاطِقٌ لَا يَتَكلّم، به يَشْخَصُ المشتاقُ، إذا أَقْعَدَه الفِرَاقُ، والقلمُ مُجَهِّزٌ لجيوشِ الكَلامِ، يخْدِمُ الإرادةَ، لَا يَمَلُّ الاستزادةَ، ويَسْكُتُ وَاقِفَاً، ويَنْطِقُ سَائِراً على أرضٍ بَيَاضُهَا مُظْلِم، وسَوادُهَا مُضِيء، وكَأَنَّه يُقَبِّلُ بِسَاطَ سُلْطَانٍ أو يُفَتِّحُ نُوَار – أي: أزهار- بُسْتَانٍ).

♦ قال الشاعر حافظ إِبراهيم
لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه          ما لم يُتوَّج ربُّه بِخَلاقِ
والعلمُ إِن لم تكتنفهُ شَمائلٌ        تُعليهِ كان مَطِيةَ الإِخفاقِ
كَم عالمٍ مدَّ العلومَ حبائلاً            لوقيعةٍ وقطيعةٍ وفراقِ
وفقيهِ قومٍ ظل يرصُدُ فقهَهُ        لمكيدةٍ أو مُسْتَحِلِّ طلاقِ
وطبيبِ قومٍ قد أحلَّ لطبّهِ        ما لا تُحلُّ شريعةُ الخلاقِ
وأديبِ قومٍ تستحقُّ يمينهُ    قطعَ الأناملِ أو لَظى الإِحراقِ

الاثنين، يناير 04، 2016

قول فى الصحبة والفراق :

 

________________

لولا الحكماء ما عرفنا الحكمة , ولولا كتاب حامل ما نقلت الينا وهم عنا بعيد , ولولا عقل راجح ما وعيها احد , ولولا قلب ثابت ما استبصر بها احد , ولولا جنان راسخ ما عمل بها احد .

___________________

قال علي بن أبي طالب رضى الله عنه :

- لا تؤاخ الفاجر , فإنه يزين لك فعله , و يحب لو أنك مثله , و يزين أسوأ خصاله , و مدخله عليك و مخرجه من عندك شين و عار .

- ولا الأحمق , فإنه يجتهد بنفسه لك ولا ينفعك , و ربما أراد ان ينفعك فيضرك , فسكوته خير من نطقه , و بعده خير من قربه , و موته خير من حياته .

- ولا الكذاب , فإنه لا ينفعك معه العيش , ينقل حديثك و ينقل الحديث إليك , حتى إنه ليحدث بالصدق فما يصدق .

قيل لأبي حازم : من أحمق الناس ؟ قال من حط في هوى رجل و هو ظالم , فباع آخرته بدنيا غيره .

قال الحكماء : العاقل من نفسه في تعب, و الناس منه في راحة, و الأحمق من نفسه في راحة و الناس منه في تعب .

قال حكيم : احذروا صولة الكريم إذا جاع , و صولة اللئيم إذا شبع .

قال أحد حكماء الفلسفة الإخوان ثلاثة : أخ كالغذاء تحتاج إليه كل وقت ، وأخ كالدواء تحتاج إليه أحياناً ، وأخ كالداء لا تحتاج اليه أبداً .

قال أحد الحكماء لابنه في موعظة: يا بني .. إذا أردت أن تصاحب رجلاً فأغضبه ..فإن أنصفك من نفسه فلا تدع صحبته ... وإلا فاحذره

قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى , ما بقى لي من نعيم الدنيا إلا ثلاث :

أخ ثقة في الله , اكتسب في صحبته خيرا , ان رآني زائغا قومني , أو مستقيما رغبني .

و رزق واسع حلال , ليست لله على فيه تبعة , ولا لمخلوق على فيه منة .

و صلاة في جماعة أكفى سهوها , و أرزق أجرها .

قال سفيان الثوري:

دخلت على جعفر الصادق، فقلت له:يا بن عم رسول الله! ما لي أراك سكنت دارك ولا تخالط الناس؟ فقال: نعم يا ابن سعيد! في العزلة دعة، وفي الدعة راحة، وما قدر لك يأتيك. يا سفيان! فسد أهل الزمان، وتغير الأصدقاء، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد.

قال سفيان الثوري: دخلت على جعفر الصادق، فقلت له:يا بن عم رسول الله! ما لي أراك سكنت دارك ولا تخالط الناس؟ فقال: نعم يا ابن سعيد! في العزلة دعة، وفي الدعة راحة، وما قدر لك يأتيك. يا سفيان! فسد أهل الزمان، وتغير الأصدقاء، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد.

2- قال الأصمعي: سألني الرشيد عن أعراب البادية، وعن أخبارها، فحدثته: أني كنت في مكان يقال له: الطخفة، وهي قرية لبني كلاب، رأيت فيها أعرابياً في عنقه طوقٌ ملتوٍ من فضة، وبيده زكرة، ومعه قدح نبع، فتتبعت أثره فجاء إلى جذم حائط، فجمع رميلة، ثم اتكأ عليها، وجعل يصب من شكوته نباذة له في قدح النبع ويشربه، ويرجز عليه، فسلمت عليه ووقفت عنده فقال: إن فيه خلالاً ثلاثاً إن سمع مني حديثاً لم ينمه علي، وإن تفلت في وجهه احتمل، وإن عربدت عليه لم يغضب، قال الأصمعي: فقال الرشيد: زهدتني في الندماء.

3- قال إبراهيم البخاري: دخلت المسجد الحرام بعد المغرب، فإذا فضيل بن عياض جالس، فجئت فجلست إليه، فقال: من هذا؟ فقلت: إبراهيم، قال: ما جاء بك؟ قلت: رأيتك وحدك، فجلست إليك، قال: تحب أن تغتاب أو تتزين أو ترائي؟ قلت: لا، قال: قم عني.

4- قال عبد العزيز بن الخطاب: رؤي إلى جانب مالك بن دينار كلب عظيم ضخم أسود رابض، فقيل له: يا أبا يحيى! ألا ترى هذا الكلب إلى جانبك؟ قال: هذا خير من جليس السوء.

أشعار

1- قال الحريريي:

مُخَالِطُ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا عَلَى خَطَـرِ *** وَفِي بَلاءٍ وَصَفْوٍ شِيْبَ بِالْكَـدَرِ

كَرَاكِبِ الْبَحْرِ إِنْ تَسْلَمْ حُشَاشَتُـهُ *** فَلَيْسَ يَسْلَمُ مِنْ خَوفٍ وَمِنْ حَذَرِ

2- قال الشافعي:

إِذَا لَم أَجِدْ خِـلاًّ تَقِيًّـا فَوِحْدَتِـي *** أَلَـدُّ وَأَشْهَى مِـنْ غَوِيٍّ أُعَاشِرُهْ

وَأَجْلِـسُ وَحْـدِي لِلْعِبَـادَةِ آمِنًا *** أَقَرُّ لِعَيْنِـي مِـنْ جَلِيـسٍ أُحَاذِرُهْ

3- قال الحميدي:

لِقَاءُ النَّاسِ لَيْـسَ يُفِيـدُ شَيْـئـا *** سِـوَى الْهَذَيَـانِ مِنْ قِيلٍ وَقَالِ

فَأَقْلِـلْ مِـنْ لِقَـاءِ الـنَّـاسِ إِلاَّ *** لأَخْذِ العِلْـمِ أَوْ إِصْـلاحِ حَالِ

4- رحم الله من قال:

وَلَمَّا رَأَيْتُ النَّاسَ لا عَهْدَ عِنْدَهُـمْ *** صَدَفْتُ – وَبيتِ اللهِ- عَنْ صُحْبَةِ النَّاسِ

وَصِرْتُ جَلِيسَ الْكُتْبِ مَا عِشْتُ فِيهُمُ *** وَأَعْمَلْتُ حُسْنَ الصَّبْرِ عَنْهُمْ مَعَ اليَاسِ

رَأَيْتُ لَهُمْ كاسًا مِنَ الغَـدْرِ بَيْنَهُمْ *** تُدَارُ وَمَا بِالْقَومِ صَبْرٌ عَنِ الكَـاسِ

5- قال الشافعي:

لَيْتَ السِّبَـاعَ لَنَا كَانَتْ مُجَـاوِرَةً *** وَلَيْتَنَا لا نَـرَى مِمَّا نَـرَى أَحَدَا

إِنَّ السِّبَـاعَ لَتَهْـدا فِي مَرَابِضِهَـا *** وَالنَّاسُ لَيْسَ بِهَـادٍ شَرُّهُـمْ أَبَدَا

فَاهْرُبْ بِنَفْسِكَ واسْتَأْنِسْ بِوَحْدَتِهَا *** تَعِشْ سَلِيمًا إِذَا مَـا كُنْتَ مُنْفَرِدَا

6- قال أحمد بن النقيب البغدادي

: قَـدْ بَلَـوتُ الـنَّـاسَ حَـتَّـى *** لَمْ أَجِـدْ شَخْـصًـا أَ

مِيـنًـا وَانْتَـهَـتْ حَـالِــي إِلَـى أَنْ *** صِـرْتُ للـبَـيْـتِ خَدِيـنَـا

أَمْـدَحُ الْـوَحْــدَةَ حِـيـنَـا *** وَأَذُمُّ الْـجَـمْـعَ حِـيْـنَــا

إِنَّمَـا الـسَّـالِمُ مَــنْ لَــمْ *** يَتَّخِـذْ خَـلْـقًـا قَـرِيـنَـا

7- قال محمد بن حجر السعدي:

زمانك ذا زمان دخول بيت *** وحفظ لسان وخفض صوت

قد مرجت عهود الناس إلا *** أقلَّـهم فبـادر قبل الفـوت

فما يبقى على الناس شيء *** وما خـلق امرؤ إلا لـموت

8- قال أبو الحسن محمد بن العباس النحوي:

آنست نفسي بنفسي *** فهي في الوحدة أنسي

وإذا آنسـت غيري *** فأحـق الناس نفسـي

فسد الناس فأضحى *** جنسهم من شر جنس

فلزمت البيـت إلا *** عند تَأْدِيْتِيْ لخمسـي